وقال أيضا رحمه الله: وأما الدخان محرم لخبثه، وقد بينت وجه خبثه في رسالة طلب تأليفها مني بعض علماء المغرب المالكية فألفتها له <1/ 178> فأعجبت أهل فارس [لعله: فاس] وغيرهم من المغاربة. فإنه دخان أسود حار خارج من الفم والأنف منتن محرق مفسد للفم، يشبه دخان قرب الساعة الخارج من أفواه الكفرة وأنوفهم ومنافذهم، وقد أرسلت إليك جوابا فيه بسط، وإذا وجدت رسالتي التي ألفتها أرسلتها إليك إن شاء الله عز وجل وهي أبسط.
قال المرتب: وقد وجدنا الرسالة التي وعد الشيخ رحمه الله بإرسالها وهي هذه:
فصل في رسالته في تحريم الدخان والمسكرات
قال: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وبعد: فهذه رسالة ألفها شيخنا العلامة سيدي الحاج أمحمد بن الحاج [يوسف] اطفيش رضي الله عنه في حكم الدخان والسعوط المسمى بالشمة، إذ سأله عن ذلك بعض علماء فارس [لعله: فاس] وتلمسان من المالكية، فقال مستعينا بالله عز وجل: اعلم أن كل أدلة تحريم الخمر من القرآن والحديث أدلة لتحريم ما يغير العقل من الدخان وغيره، ويأتي تفصيل إن شاء الله. وأما اتخاذ الخمر خلا بالاحتيال لها يبطل لسكرها ويزيله فمنعه أصحابنا الإباضية، واختلف فيه الشافعية وأنتم معشر المالكية، أحله بعض الشافعية وبعض المالكية، ومنعه بعض الشافعية وبعض المالكية. والحجة لنا معشر المانعين أنه صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن أيتام ورثوا خمرا فقال: «اهرقها واكسر الدنان»، قال أفلا أجعله خلا؟ قال: لا. وكان أبو طلحة الأنصاري يقول: كان في حجري يتيم فاشتريت له خمرا، فلما حرمت الخمر قلت: يا رسول الله، أتخذها خلا؟ قال: لا، وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن الخمر: أنتخذها خلا؟ يقول: لا. والملح يفسد الخمر لكن تبقى على نجاستها وحرمتها ...
....................................
....................................
صفحة ٩٩