ومن كلامه رحمه الله: وأما الكتب فإن وجدت مالا فلا أبخل عن نسخها لكم، والله يعلم وأنا والله راغب في نسخها لكم، وإني أحب إدخال السرور عليكم، والله ما قصرت في إرسال الكتب بل عدمت النساخ إلا واحدا، وغيره لا يحسن ولا يجيد الخط وإن أجاده لم يوف، ويحرف، ولم يدم، وليس كل أحد يخرج خطي من كتابتي، ولو وجدت مالا لأسرعت في حاجتك وأنت تظن بي أن الناس يعينونني، والله إني لأطلب في الإعانة عشرين ريالا فلا أجد من يعطي خمسا، وليست وصايا الناس وأوقافهم بيدي، بل كل واحد يوصي ويوقف بيد قريبه أو حبيبه، وإني أستحي من الطلب، والله إني أطلب فلا أعطى، وقد أيست منهم، والله إني راغب في نشر كتبي نفعا لكم وانتصارا على مخالفيكم، وطلبا لثواب الله جل وعلا، فأمهل لعلي أجد شيئا فشيئا من مالي أو مما عند الله المستعان. والحاصل أني أحب المال الكثير للنسخ، وإني أعطي في أجرة النسخ ما لا يعطى غيري، وليس كل أحد ينسخ من خطي، لأني أكتب كتابا واحدا لتزاحم الأشغال ولا أعيده نسخا، فالناسخ ينسخ الطرر الدقيقة المتقاربة، ومن الطرة (¬1) يكون خروج الأخرى، وهكذا والله المعين.
وكتب رضي الله عنه للشيح راشد بن عزيز: وأسألك بالله الذي قام به كل ما سواه بل أسأل أن تحتال بمال أو جاه في إرسال شرحي على السكاكي والقزويني وعبد القادر بخطي بنفسه أو بنسخة تقابل عليه، وكذلك كتاب بخطي أحشو عليه مسائل كتبها سعيد بن خلفان ترجع إما بخطي أو بنسخة تقابل عليه أقول فيه: «ومن غيره» ثم أقول: «رجع» <1/ 11> وترسل في ذلك بالله، ولا بأس بأسباب من الخلق، وكل من الله. وأخبرني ما فعل الحاج [أحمد] النوري ولك كل ما صرفت.
¬__________
(¬1) طرة الثوب: حاشيته وحرفه وهدبته. ويبدو أنه يقصد هنا أن حواشيه دقيقة، ومنها تتفرع حواش أخرى؛ لذلك يصعب التعامل مع مؤلفاته التي هي بهذا الشكل.
صفحة ٧