وسألت أن أرسل إليكم شرح النيل. الجواب: إنه لا توجد إلا نسخة واحدة من نسخة خطي عزيزة. وأجرة النسخ غالية لقلة الناسخ المصحح ولا يمكن أن أرسل لكم خطي لأنه في الألواح صعب دقيق، ولا نقدر على أجرة طبعه لعظمها. واعلم يا أخي أني لم أجد من يعينني على النسخ ولو بأربعة ريالات ولم أجد الطول إلى الاستئجار من عندي، واسأل الله العفو والرزق الحلال الواسع، فإن كان لا بد فاختاروا بعضها كالنكاح والبيوع أتكلف لكم إرساله للطبع، ولا بأس بطبع البعض، وبعد فلعل الله يفتح لطبع الباقي، وأسأل الله العظيم أن يعينك أن تنسخ من شرحي على شواهد القزويني والسكاكي وعبد القادر وترسلها إلي بما عز وهان فأرسل إليكم ما صرفت أو تبقي النسخة عندهم وترسل إلي خطي منهم. فاهتم يا أخي في ذلك والنسخة عند الشيخ محمد بن الشيخ سعيد بن علي الصقري، ولو بأن تسافر لوجه الله لذلك، أو تجهز مسافرا في ذلك، أو ترسل ثمنا إليه لينسخ لك نسخة وترسلها إلي، والكل علي. والله الموفق. وكذا تعليق وحواش كتبتها على ما كتب سعيد بن خلفان.
وكتب رضي الله عنه:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه.
أما بعد: فسلام على الشيخ الحاج راشد بن عزيز من كاتبه أمحمد بن الحاج يوسف اطفيش قائلا: إن مسائل السلام والغنيمة التي كتبتها ودخلت فيها بقولي: «ومن غيره» وقولي: «رجع» أرسلتها إلى عمان ردا على الشيخ سعيد بن خلفان، وأنا دائم على الرد عليه في تلك المسائل خاصة، وأني رددت النسخة إلى عمان، إذ لا نسخة في المغرب منها، لا بخطي ولا بخط غيري، وكذب من زعم أني رجعت عنها؛ لأن الحق لا أرجع عنه أبدا، وما قلت فيها إلا الحق، فعزيمة عليك وعلى أمثالك أن تكذبوا من قال: <1/ 9> رجعت عن ذلك، وأن تكتبوا إليه بالتكذيب، وأينما كان ولو وصل ما وراء النهر أو سد يأجوج ومأجوج.
ومن كتبه رضي الله عنه: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
صفحة ٥