أما بعد: فسلام من كاتبه لتسع مضين من رمضان عام 1325 أمحمد بن الحاج يوسف وسائر تلاميذه وإخوانه في الدين على العالم <1/ 6> العامل عبد الله بن حميد أعانه الله على مراده قائلا: اعلم أني قد نشرت تآليفك كلها وأمرت بمطالعتها والعمل بما فيها ولا يشكل شيء إلا بينته لهم حتى يفهموه بفضل الله وينقادوا ويدركوه على قصدك من الوجه الحق وسلام على تلاميذك كلهم ومن لك [كذا لعله: حولك]، وأخص أكبر تلاميذك. وإني مريد لنفعكم لو كان لي مال بمالي وبكتبي في كل فن إلا أن النسخ هنا بأجرة غالية ومثل شرحك القصيدة أو مثل الشيخ درويش أو النيل ست عشرة ريالا كبيرة فواتح في كل واحدة. والناس لا يعينونني في ذلك ولا في مثله في إيقاف الكتب وإني أعالج ما تيسر لي من الإرسال يأتيكم إن شاء الله مختصر القواعد والحاشية بزيادات مفيدات كبيرة جدا على الذي عندك رحمك الله عز وجل في الفقه وشرح شرح أبي سليمان داود في النحو وغير ذلك شيئا فشيئا إن شاء الله عز وجل وأما الجواب فلو وجدت سؤالك كل يوم لأجبتك لتزداد علما إلى علمك، وأقول {رب زدني علما} ولا أظن أني يثقل علي شيء في نفعك وإن كان منكم سؤال ولم يأتكم جوابه فلنسياني لكثرة الأشغال والأعداء، وقد عزمت على أنه إن جاءني سؤالكم أعجل بجوابه وأيضا أظن أن الجواب يضيع في الطريق، وقد عطل البعد كثيرا من الأشياء، ولكم الدعاء الصالح مني، ولعله تظهر لك ثمرته. وآمرك وإياي بالإخلاص لله عز وجل والتوبة، ولا تظنوا أني أجيب الرجل حين فارقكم برخص ولا بشدة، ثم إني أختار لك إذا صحت عندك مسألة من كتب قومنا فاذكرها بلا ذكر لهم ولا بأس عليك وأخلص أعانك الله وإيانا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
واعلم أني أريد أن تخيرني بكل ما تحبه فأسعى فيه جهدي، ولا أمل منه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
صفحة ٣