لا إله إلا الله الحمد لله الذي لا يدركه أحد بفعله ولا يتأثر به بل هو المؤثر في الأشياء، وخالق تأثير الأشياء في الأشياء. وأما قولهم: سبحان الله ما أعلمه! وسبحانه ما أقدره! وما أحلمه! ونحو ذلك فإنما جاز كما رواه جابر بن زيد ولو منعه بعض؛ لأن معنى التعجب من عظم علمه وقدرته وحلمه مثلا وليس الله هو المتعجب منه، تعالى الله عن التعجب، وليس المعنى أن شيئا عظيما صيره عالما وقادرا وحليما، بل هذا ليس مرادا على الحقيقة في المخلوق نحو: ما أعلم زيدا، ولو أرى توسعا فكيف الخالق؟.
قال جابر بن زيد: إن لله ملكا رأسه في السماء السابعة ورجلاه في الأرض السفلى إحدى زوايا العرش على كاهله يقول: سبحانك ما أعظمك. ويجوز ذلك في أفعاله ولو عند من منعه في صفاته نحو: ما أحسن صنع الله!.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي لا نوء ولا عدوى إلا بخلقه المطر عند النوء، وإلا بخلقه اقتباس المرض من مريض.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي يوصف بالجمال فيقال: الله جميل بمعنى انتفاء القبح عنه، فيكون من صفات السلب التي يراد مجرد نفي أضدادها لا حقائقها اللغوية، أو بمعنى أنه يخلق الجمال، أو بمعنى أن أفعاله جميلة كلها وليس في صفاته ولا أفعاله نقص، أو بمعنى أنه خلق الخير، وكذا هو خالق الشر، أو بمعنى أنه يأمر بالجميل فإن دينه جميل. وجاء في الحديث «إن الله جميل يحب الجميل». ومنعه بعض العلماء، كأنه لم يصح الحديث معه. اه. ومنعه على حسب ظاهره وأجازه على المعاني المذكورة.
<1/ 24> لا إله إلا الله الحمد لله الذي يوصف بأنه متين كما جاء به القران، ومنعه بعض العلماء، ومعناه أنه قوي، أي غالب لا يعجزه شيء، وأنه لا يوصف بالضعف وأنه لا يمنعه مانع عما أراد. ولا وجه لمنعه إلا دفع الإيهام لأنه ورد في القرآن كيف يمنعه؟!.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي هو صبور، بمعنى أنه لا يعجل بالعقوبة بل يمهل، وجاء به الأثر، ومنعه بعض العلماء.
صفحة ٢٠