الشاة في قصة هي من أعلام القصص (آخر كلامه).
ومنها حديث سراقة حين أدركه عند توجهه مهاجرا إلى المدينة ليتقرب إلى قريش بأخذه وقتله، فلما ظن أنه نال غرضه دعا عليه فساخت قوائم فرسه في الأرض حتى تغيبت بأجمعها وهو بموضع جدب وقاع صفصف، فقال: يا محمد ادع ربك يطلق قوائم فرسي ولك ذمة الله على أن لا أدل عليك أحدا فدعا له فوثب كأنما أفلت من انشوطة وكان رجلا داهية، علم أنه سيكون له شأن فطلب منه أمانا وقال لأبي بكر: أجب الذين يسألونك عنا في الطريق فإنه لا يجوز لي أن أكذب. فكان إذا سئل أبو بكر ما أنت؟ قال: أنا باغ، فإذا قيل من الذي معك؟ قال: هاد يهديني - الجدب ضد الخصب، والقاع:
المستوى من الأرض وكذلك الصفصف والجمع أقوع وأقواع قيعان صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها، والأنشوطة: عقدة يسهل انحلالها يقال نشطت الحبل أنشطها أنشطه نشطا عقدته أنشوطه وأنشطته أحللته يقال كأنما نشط من عقال، والباغي الذي ينشد الضالة أي يطلبها، وهو صلى الله عليه وآله الهادي يهدى إلى طريق الرشاد وسبل الخيرات -.
ومنها حديث الغار وكان قريبا من مكة كان يعتوره الناس ويأوى إليه الرعاء فخرجوا في طلبه فأعماهم الله عنه وحمى نبيه من كيدهم ومكرهم وهم دهاة العرب وأصحاب تلك الأرض والعارفون بسبلها ومخارمها كما قيل أهل مكة أعرف بشعابها. وفي ذلك يقول السيد الحميري رحمه الله:
حتى إذا قصدوا لباب مغارة ألفوا عليه مثل نسج العنكب صنع الاله لهم فقال فريقهم ما في المغار لطالب من مطلب ميلوا وصدهم المليك ومن يرد عنه الدفاع مليكه لم يعطب يعتوره الناس يقصدونه ويتداولونه، والرعاء جمع راع والسبل الطرق
صفحة ٢٦