270

كشف الغمة

تصانيف

الأوثان ، وقرأ الكتب المتقدمة، وأخبر أن نبيا يخرج، قد أظل زمانه. وكان يأم أن يكون هو النبى الموصوف، فلما بلغه خروج النبي صلى الله ليه وسلم، كفر به، حسدا له.

وفى هذه السنة خرج النبي صلى الله عليه وسل لصلاة عيد الأضحى إلى المصلى، وضحى هو والأغنياء من أصحابه، وهو أول أضحى كان في المسلمين. وفي هذه السنة كانت غزوة السويق، وسبب ذلك أن أبا سفيان حرم على نفسه بعد بدر الدهن والنساء، حتى يأخذ الثأر من محمد. فخرج في مائتي راكب، إلى أن بقى بينه وبين المدينة ثلاثة أميال، فقتل رجلا من الأنصار وأجيرا له، وحرق بيوتا، (126) فرأى أن يمينه قد برت، ثم ولى هاربا.

فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج في أثره، في مائتي رجل من المهاجرين والأنصار، يوم الأحد، لخمس ليال خلون من دى الحجة، واستخلف على المدينة أبا لبانة بن عبد المنذر، فجعل أبو سفيان وأصحابه يتخفقون للهرب، فيرمون ما عندهم من الزاد، وكان عامة زادهم جرب السويق، فلم يلحقهم النبى، وأخذ المسلمون ما طرحوه من جرب السويق، فسميت غزوة السويق. فرجع النبي وأصحابه إلى المدينة، وكانت غيبتهم خمسة أيام.

صفحة ٣٣٨