خبرني به ربي. قال العباس: أنا أشهد إنك لصادق، واشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك عبده ورسوله، ولم يطلع على ما قلت لأم الفضل إلا الله، وأمر العباس عقيلا، فأسلم.
فلما كان من الغد، قال عمر: جئت إلى رسول الله صل صلى الله عليه وسلم، فرأيته هو وأبو بكر يبكيان، فقلت: يا رسول الله، من أي شىء تبكيان؟ فإن رأيت بكاء وإلا تباكيت. فقل صلى الله عليه وسلم: أبكي للذى على أصحابك من أخذ الفداء، لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشحرة». لشجرة كانت قريبة منه، وذلك أنه نزلت عليه هذه الآية: (لولا كثب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) فقل صلى الله عليه وسلم: لو نزل عذاب من السماء، ما نجا منه أحد غير عمر بن الخطاب، وسعد بن معاذ». فأمسك النبى وأصحابه عن أكل ما أخذوا من الفداء. فأنزل الله: (فكلوا مما غنمتم حكلا طيبا) الآية. وإنما أنكر الله على نبيه ذلك، لأن المسلمين كانوا قليلا، فلما كثروا، أنزل الله: (فاما منا بعد وإما فدآء) [محيد: 4] الآية.
وقيل: لما رجع المشركون إلى مكة، بعد هزيمتهم من بدر، قال عمير لصفوان(1): لولا دين على قضاؤه، وليس عندي قضاءه، وعيال أخشى عليهم الضيعة من بعدى لركبت إلى محمد حتى أقتله.
فقال صفوان: على دينك، أقضيه عنك، وعيالك مع عيالى، أواسيهم ما يقوا، فقال عمير: اكتم على ذلك، فقال صفوان: نعم.
صفحة ٣٣٤