وأما معطلة العرب في الجاهلية أصناف شتى:
صنف أنكروا الخالق والمخلوق، والبعث والإعادة، وقالوا بالطبع، فالطبع المحيى، والدهر المفنى، وهم الذين أخبر الله عنهم، وقالوا: (ما هى إلا حيائنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر). إشارة منهم إلى الطبع، فأكذبهم الله بآيات كثيرة في القرآن.
وصنف منهم أقر بالخالق وابتداء الخلق، ونوع من الإعادة، وأنكروا الرسل، وعبدوا الأصنام، وزعموا أنها شفعاؤهم في الآخرة عند الله، وحجوا إليها، ونحروا لها الهدايا، وقربوا القرابين، وتقربوا إليها بالمناسك والمشاعر، وأحلوا وحرموا.
ومنهم من كان يعبد الملائكة، ويقولون: هم بنات الله.
ومنهم من كان يقول: (وقالوا مال هنذا الرسول يأكل الطعام ويمشى في الأسواق) [لفرقا.
وشبهات العرب مقصورة على هاتين الشبهتين، أحدهما: إنكار البعث بعد فناء الأجساد، والثانية : جحود البعث، فعلى الأولى قالوا: ( أءذا مننا وكنا ثرابا وعظاما أمنا لمبعوثون أواباونا الأولون)، وعبروا عن ذلك في أشعارهم (11).
قال شاعرهم:
حياة ثم موت ثم بعث حديت خرافة يا آم عمرو
صفحة ٨٦