قيل: لما رأى المشركون ظهور النبي صلى الله ليه وسلم، والمؤمنون يزدادون عنده، اجتمع أشراف قريش للتشاور في دار الندوة(1، فقال بعضهم لبعض: إن محمدا يزعم آنكم إن بايعتموه، كنتم ملوك العرب والعجم، وإذا متم، بعثتم إلى جنات حسن من جنات الأرض، وإن لم تبايعوه، كان لكم منه دبح، تم بعثتم بعد موتكم إلى النار تحرقون بها.
فبينما هم كذلك، إذ دخل عليهم إبليس، لعنه الله، في صورة شيخ، قالوا: من أنت أيها الشيخ? قال: شيخ من أهل نجد، سمع باجتماعكم، فحضركم، ليسمع ما تقولون، عسى أن لا يعدمكم رأي شيخ.
ثم ذكروا شأن محمد، فقال بعضهم: إن هذا الرجل قد كان من أمره ما كان، وإنا والله لا نأمنه على الوثوب علينا بمن معه، فأجمعوا فيه على رأي. فقال هشام بن عروة2) : أوثقوه بالحديد، وأغلقوا عليه، ثم تربصوا به ما أصاب
صفحة ٢٧٨