وقيل: تأتى ريح فتلقي الاستئذان في أذن ولي الله، فيأذن لهم، فيدخلون، وهم بين سماطين من الدر، حتى يصلوا إليه، فيقولون: (سلم عليكم بما صبرتم فنعم عقبى آلدار)، وعند كل ملك هدية لا تشبه الأخرى، كلما خرج ملك، دخل آخر، وتدخل عليهم ريح طيبة تنسيهم كل ريح وجدوها في الدنيا، فهم كذلك يختلفون عليهم.
ويروى أن علامة ما بينهم وبين الخدم، إذا أرادوا الطعام، أن يقولوا (82) سبحانك اللهم، فإذا قالوا، علم الخدم أنهم يريدون الطعام، فيدخلون عليهم من أربعة آلاف باب بالموائد، فتوضع بين أيديهم ميلا في ميل، فيقوم على رأس ولى الله سبعون ألف غلام، بيد كل غلام صحيفتان، واحدة من دهب، والأخرى من فضة، في كل صحيفة لون من الطعام، لا يشبه ما في الأخرى، فيأكل مقدار أربعين عاما، كلما شبع شرب، انهضم الطعام، فيخرج جشاء أطيب من ريح المسك، وما شرب، فيرشح عرقا، أذكى من المسك الأذفر.
ثم تأتى الطير، كأمثال النجب، قد اصطفت بين يديه، وتكلمت بلسان طلق ذلق، تقول: يا ولى الله، كل منى، فإنى رعيت في روضة كذا وكذا، فإذا اشتهى واحدة منهن، سقطت بين يديه على سبعين لونا من ألوان الشوي والقلى والمطبوخ، فيأكل، وهي تسبح الله، فإذا شبع، نهضت سليمة كما كانت، فتقع على غصن من تلك الأغصان، وهى تفخر على الطير، فتقول: من مثلي، وقد ثل ولي الله من لحمى
ويروى آن ولى الله يقول للطير: أطعمني، فتطعمه من إحدى شقيه طبيخا ليس كالطبيخ، ومن الأخرى شواء ليس كالشوي.
وإذا اشتهى ولي الله الوقوف على البحر، والتنزه على ساحله، وهو رمل من كافور أصفر، فإذا انتهى، نظر إلى الحوت فى البحر، أومأ إليه، فيأتيه وقشره
صفحة ٢٥١