وأعمقهم علما، وأقلهم تعمقا، وأوقرهم للدين، وأبعدهم من التنطع، وأنصحهم لخلق الله جزاء خيي يدعو عليه إذلزق في مذهب هذا الإمام العظيم ونسب بدعه إليه.
اخبزنا ابن الشريفة إجازة، أخبرنا ابن البالسي، أخبرنا أبو عبد الله بن المحب، والقاضى سليمان، أخبرنا الهمذاني، أخبرنا السلفي، أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشى، خبرنا أبو علي الحسين بن على بن إبراهيم بن يزداد المقريء، سمعث أبا عبد الله الحمراني بالأهواز سنة خمس وسبعين وثلاثمائة يقول: لم نشعر يوم الجمعة وإذا بالأشعري قد طلع على منبر الجامع بالبصرة بعد صلاة الجمعة، ومعه شريط، فشده على وسطه ثم قطعه، وقال: اشهدوا علي أني كنث على غير دين الإسلام، وأني قد أسلمث الساعة، وأنى تائب مما كنث فيه من القول بالاعتزال. ثم نزل.
قال أبو عبد الله الحثراني: ثم إن الناس اختلفوا فيه على ثلاثة أقوال:
فقال أصحابه ومتابعوه ومن يهواه: بان له الحق، فتبعه.
وقال طائفة: كان قد مات له قرابة وله مال كثير، وكان إذ ذاك بالبصرة قاض يغلو في السنة، فقال له القاضي: أهل ملتين لا يتوارثان. ومنعه من الميراث بتأويل تأوله عليه، فأظهر التوبة حتى أخذ الميراث.
صفحة ١٠٦