والثاني: رجل أخذ عن أستاذ متهم به، فهو يحلف بالله أنه إنما أخذ عنه الفقه لا الكلام.
والثالث: قوم لجقهم داء من الصحبة - أو قال: دام الصحبة- حتى لحظتهم الأعين بالهوان، بضحبة أهل التهمة والركون إليهم، فهم إذا خلوا يتناجؤن، وإذا برزوا يتهاجؤن.
والرابع: رجل ظهر عليه شيء من كتب الكلام بخطه [أو قراءته](21، أو أخذه حيا أو مييا، فكلهم تحمل من أعباء الذل والهجران والطرد مالا يحمله عيار10، ولا يعالجه ماجن ولا مختث، ولا مريضهم يعاد، ولا جنائزهم تشيع، على أنك لا تعدم منهم قلة الورع، وقسوة القلب، وقلة الورد، وسوء الصلاة، والاستخفاف بالسنة، والتهاون بالحديث والوضع من أهله، وترك الجماعات، والشماتة بفواجع أهل السنة، والهزؤ بهم، لا كثر الله منهم.
قال: وقد سمعث بعض المتهمين يقول: وما الكلام؟ كل ما خرج من الفم من النطق فهو كلام. فهو والله حمق ظاهر أن يكون تلبسه بالشافعي الامام المطلبى باعتزائه الكاذب إليه وزعمه الباهت عليه، وهو من أشد خلق الله تعالى على المتكلمين وأثقلهم عليه، كما نظمنا عنه من أقاويله الغر في ذمهم.
صفحة ١٣٩