الشيخ مشمار الحنبلي، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد، أخبرنا جدي أبو محمد بن أبي نصر، أخبرنا أبو على الأهوازي قال: لم يكن للأشعري منزلة في العلم والقرآن والفقه والحديث، وكذلك جميع نظرائه من المتكلمين، إذا فتشنا العلماء لم نجد لواحد منهم مع القراء ذثرا، ولا مع الفقهاء، ولا في أصحاب الحديث، بل ولم نجدهم إلا الفلاسفة وأصحاب الهندسة والمنطق والزندقة، ومع قن يقول بالكفر والالحاد، وترك الكتاب والأثر، وركوب الجدل والخخطر.
ولم يزل -بحمد الله ومنه - قول الأشعري مهجورا متروكا لا يلتفت ليه، ولا يعتد به يفند بحبه111 إلى أن نشأت هذه الطائفة التى تقول: لا نقول بالقرآن ولا أثر 20، فيمالوا إليه وطاروا نحوه، وأخذوه بكلتي اليدين، فطائفة منهم مضث إلى فحراسان، وطائفة مضث إلى المغرب، وطائفة إلى الحجاز، ومنذ قوي ذلك واشتهر أقل من نحو ثلاثين سنة، والله تعالى بفضله وإحسانه وجوده وامتنانه لا يخلي قطرا في كل قطر من
صفحة ١٢٩