- وهما من حروف الحلق - خارج عن حد الاعتدال نافر كل النفار، فقلت له: هذا لا يدركه ولا يعلمه إلا من انقادت وجوه العلم له، وأنهضه إلى ذراها طبعه.
وكنا يومًا نتذاكر في مجلسه أعلاه الله إلى أن جرى ذكر قول الشاعر:
نعتبكم يا أم عمرو بحبكم ... إلا إنما المقلي من لا يعاتب
فاستحسنه الحاضرون وأعجبوا به وأثنوا على قائله، فقال - أيده الله -: إن من انتقاد الشعر أن ينقد ما في القافية من حركة وحرف، فقلت: كره سيدنا السناد في تغير حركة الإشباع إذ جاءت فتحة وهي في سائر الأبيات كسرة، فقال: ما أردت غيره.
فهذا قول من له بكل طرف من أطراف الفضل طرف موكل وناظر متفقد.
وكنت أقرأ عليه شعر ابن المعتز متخيرًا الأنفس، فابتدأت قصيدة على المديد الأول، فرسم تجاوزها، وقدرته يحفظها ولا يرضاها، فسألته عنها فقال: هذا الوزن لا يقع عليه للمحدثين جيد الشعر، فتتبعت عدة فصائد على هذا الضرب فوجدتها في نهاية الضعف.
وجرى حديث أبي عبادة البحتري - وهو يوفيه حقه الذي
1 / 35