خطبة المصنف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي صغرت في عظمته عبادة العابدين، وحصرت عن شكر نعمته ألسنة الحامدين، وقصرت عن وصف كماله أفكار العالمين، وحسرت [1] عن إدراك جلاله أبصار العالمين، «ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو- فادعوه مخلصين له الدين»وصلى الله على أكرم المرسلين، وسيد الأولين والآخرين، محمد خاتم النبيين، وعلى عترته الطاهرين، وذريته الأكرمين، صلاة تقصم [2] ظهور الملحدين، وترغم أنوف الجاحدين.
أما بعد: فإني مورد لك في هذا المختصر خلاصة المذهب المعتبر، بألفاظ محبرة [3] وعبارات محررة، تظفرك بنخبه [4]، وتوصلك إلى شعبه ، مقتصرا على ما بان لي سبيله، ووضح لي دليله، فإن أحللت فطنتك في مغانية، وأجلت [5] رؤيتك في معانيه، كنت حقيقا أن تفوز بالطلب، وتعد في حاملي المذهب.
وأنا أسأل الله لي ولك الأمداد بالإسعاد [6]، والإرشاد إلى المراد، والتوفيق للسداد، والعصمة من الخلل في الإيراد، إنه أعظم من أفاد، وأكرم من سئل فجاد.
صفحة ٤٢