ثم وهو يقلب عينيه في وجوهنا: عندما يأمر الله بالشفاء سأنضم إلى مجلسكم.
فسأله منير أحمد وهو آخر من انضم إلينا من أحدث الأجيال: هلا فسرت لنا كلماتك المنثورة؟
فقال بيقين: إنها واضحة بنفسها ولا تحتاج إلى تفسير، ثم إنني أكره الخوض في ذلك!
فقالت له قرنفلة: يا خالد بك ... إنك تزعجنا!
فقال بهدوء: أبدا، لا شيء يقرب بين الناس مثل العذاب المشترك!
ثم بعد صمت قصير: أعدكم بالانضمام إليكم في أول فرصة!
وضحك ضحكة خافتة وتساءل: فيم تتحدثون؟
وسكتنا عن حذر، فقال: إني أعرف ما يقال، إنه يقال في كل مكان، اسمحوا لي أن أوضح لكم البواعث.
واعتدل في جلسته ثم واصل حديثه: يوجد في وطننا دينيون، وهؤلاء يهمهم قبل كل شيء أن يسيطر الدين على الحياة، فلسفة وسياسة وأخلاقا واقتصادا، وهم يرفضون التسليم للعدو ويأبون المفاوضة معه ولا يرضون عن الحل السلمي إلا أن يحقق لهم ما يحققه النصر نفسه، أو فإنهم ينادون بالجهاد، ولكن أي جهاد؟ تراهم يحلمون بخوارق الفدائيين أو بمعجزة تنزل من السماء ، وقد يقبلون السلاح الروسي وهم يلعنون الروس، وبشرط أن يجيء دون قيد أو شرط، ولعلهم يفضلون حلا سلميا مشرفا يتحقق بتدخل من أمريكا وينهي علاقتنا بروسيا الشيوعية نهائيا.
وصمت لحظات ثم واصل: ويوجد يمينيون من نوع خاص، يتمنون التحالف مع أمريكا وقطع العلاقات مع روسيا، ويرضون بحل سلمي مع تنازلات لا مفر منها، ثم يحلمون بالتخلص من النظام الحالي، والعودة إلى الديمقراطية التقليدية والاقتصاد الحر.
صفحة غير معروفة