1
ولا يزال هناك بعض الاختلافات في الآراء بيننا مما يضعف قوتنا، ولكننا نتغلب على هذه الاختلافات بالقيادة النشيطة المدركة.
إن قوتنا لا شيء بالنسبة إلى قوى العالم، ولكننا أقوياء بالنسبة إلى القوى العاملة في البلاد، وأنا معتقد أنه لا يمكن إجراء أي تغيير أساسي في البلاد ضد إرادتنا، وهناك سؤال واحد، وهو إذا كانت لنا هذه الإرادة، «فهل سنعرف كيف نحشد ونجند كل قوانا في الساعة الحاسمة» للقرار، ونستعمل كل هذه القوى لتخليص مستقبلنا القريب بدون تخوف من أي خسارة ممكنة الوقوع؟
التحريض على العنف
إذا حاول أحد أن يغير فلسطين إلى دولة عربية، فأنا لا أعتبر أن كفاح العرب لتأسيس هذه الدولة هو الخطر الأساسي، كما أنني لا أعتبر الإنكليز إذا حاولوا غدرنا الخطر الأساسي أيضا، إن أكبر ضعفنا في أن يستسلم السكان اليهود في فلسطين، وإذا عرف اليهود في فلسطين كيف يثابرون، وكيف يقاومون هذه الخطط السيئة، «ليس بالكلام والمظاهرات»، أعتقد أن مثل هذه الخطط المسيئة لنا لا يمكن عندئذ تنفيذها، «وعاجلا أو آجلا، تبنى الدولة اليهودية، وسنبنيها بقوتنا، وعندها تضطر إنكلترا إلى الموافقة».
2
وإن عملا كهذا ممكن رغم أن الطريق طويل، وما دامت الولايات المتحدة بلادا حرة، فأنا لا أعتقد أن إنكلترا ستضطرنا إلى الخضوع إلى حكومة عربية. إن الرأي العام في إنكلترا والولايات المتحدة سيقف ثابتا في وجه كل محاولة لوضعنا تحت رحمة العرب، وكلما وضح غدر الحكومة لنا، سهل علينا الوقوف في وجهه ومحوه إذا تمكنا من الثبات وعدم التسليم. إنه لسابق لأوانه أن نتكلم عن عزم الحكومة على وضعنا تحت رحمة العرب، وليس من السهل أن تضع الحكومة هذا موضع التنفيذ، وأعني بذلك تأسيس حكومة عربية في فلسطين (الرأي العام في إنكلترا والصحافة والبرلمان لا يوافقون بهذه السرعة على غدر كهذا للشعب اليهودي)، ولكن خطرا كهذا موجود؛ ولهذا أعتبر أن «واجبنا الأساسي الثابت» في الوقت الحاضر هو «أن نهيئ منظمات» السكان اليهود في فلسطين «لإظهار مقاومتهم الفعالة بكل الوسائل» لهذا الاتجاه.
دعوة للكفاح
نجابه الآن بكفاح حاسم، ومن الممكن أن يكون الأخير. لا يوجد في التاريخ كفاح أخير، ويجب أن نهيئ أنفسنا روحيا وماديا. إن الواجب الأساسي لتخليص آمالنا يقع على كاهل شبابنا في فلسطين، وفي هذا الوقت يجب أن نذكر الحقيقة العميقة البسيطة «في العالم، الآخرون يقررون مصيرنا، أما «في هذه البلاد، فنحن نقرر مصير أنفسنا» ونكون تاريخنا»، وليخط الآخرون أية خطوة يريدونها، وليفعل الأجانب ما يريدون، ولكن إذا عرفنا كيف نصنع التاريخ في هذه الظروف غير المرضية لا يغلبنا أحد.
ولهذا السبب أنا لست واحدا من أولئك الذين يعتقدون أنه إذا كان قرار الحكومة يحول دون إنشاء دولة يهودية، يعني ذلك أن مسألة إنشاء هذه الدولة قد انتهت نهائيا.
صفحة غير معروفة