أرادت أن تواصل وتخبره بما قاله الطبيب، ولكنه قال: «أختها تلك ليست في مثل نباهتها. ويبدو أن هيلين ترعاها وتوجه لها الأوامر والنواهي. ومسألة الحذاء هذه مثال نموذجي. أليس بمقدورها شراء حذاء خاص بها؟ إنها لا تقيم حتى في سكن يخصها، فما زالت تقيم مع الأسرة التي كفلتهما، في مكان ما من الريف.»
لم تواصل جيني حديثها، استنفد تحريك الهواء بالقبعة أغلب طاقتها. راقب هو المبنى.
قال: «أدعو الرب ألا يقبضوا عليها لأنها دخلت المكان من الطريق غير الصحيح. هذا خرق للقواعد. إنها ليست من الفتيات اللواتي وضعت من أجلهن القواعد.»
بعد دقائق عديدة أطلق صفيرا بفمه. «ها هي آتية الآن ... ها هي آتية، نازلة السلم في رحلة العودة إلى الوطن. فهل ستكون ... هل ... ستكون عاقلة بما يكفي للتوقف قبل أن تقفز؟ أو إلقاء نظرة تحتها قبل أن تثب؟ هل ستكون ... هل ستكون؟ لا، أبدا ... آاااه!»
لم يكن هناك أي حذاء بين يدي هيلين. وثبت إلى داخل السيارة وصفقت الباب تغلقه وقالت: «المعاتيه الحمقى! بمجرد أن صعدت إلى هناك اعترض طريقي هذا المغفل: أين شارتك؟ لا بد أن تعلقي شارتك. لا يمكنك الدخول هناك من دون شارة. لقد رأيتك تدخلين من عند سلم الحريق، لا يمكنك فعل ذلك. حسن، حسن، أريد أن أرى أختي. لا يمكنك رؤيتها الآن فهي ليست في وقت راحتها. أعلم ذلك؛ ولذلك دخلت من سلم الحريق، لا أريد إلا أن آخذ منها شيئا بسرعة. لا أريد أن أتحدث إليها ولن أضيع وقتها سآخذ فقط شيئا منها وكفى. لا يمكنك ذلك. بل يمكنني. لا يمكنك ... وهكذا بدأت أصيح: لويز، لويز! كل ماكيناتهم تعمل بالداخل على مائتي درجة هناك والعرق ينصب صبا على وجوه العاملين وأنا أنادي: لويز، لويز! لا أعرف أين هي وهل بوسعها أن تسمعني أم لا. لكنها تظهر وهي تبكي وبمجرد أن تراني تقول: آه، اللعنة، اللعنة علي، لقد ذهبت ونسيت. لقد نسيت أن تحضر لي حذائي. اتصلت بها على الهاتف ليلة أمس وذكرتها، لكن ها هي، آه، اللعنة، نسيت. كان يمكن لي أن أضربها. لكن ذلك الشخص يقول لي: والآن اخرجي من هنا، اذهبي من السلم واخرجي من المكان، ليس من سلم الحريق فهذا يخالف القانون. يا له من لعين!»
كان نيل يضحك ويضحك ويهز رأسه. «إذن هذا ما فعلته؟ نسيت حذاءك؟» «هناك في بيت جون ومات.» «يا للمأساة!»
قالت جيني: «هل يمكننا أن نتحرك بالسيارة الآن ونحصل على بعض الهواء؟ لا أعتقد أن استخدام القبعة كمروحة يجدي نفعا.»
قال نيل: «حسن.» ثم عاد إلى الوراء ودار بالسيارة، ومرة أخرى مروا بالواجهة المألوفة للمستشفى، ونفس المدخنين، أو آخرين مختلفين، يتنزهون في ثياب المستشفى الكئيبة وبأوعية المحاليل المثبتة في أوردتهم. «سيكون على هيلين أن تخبرنا أين نذهب؟»
نادى متوجها للمقعد الخلفي: «هيلين!» «نعم.» «أي طريق نسلكه الآن للذهاب إلى بيت هؤلاء الناس؟» «أي ناس؟» «حيث تعيش أختك، حيث يوجد حذاؤك. أخبرينا كيف نصل إلى بيتهم؟» «لن نذهب إلى بيتهم؛ لذا فلن أخبرك شيئا.»
استدار نيل عائدا من الطريق الذي أتوا منه. «سأقود السيارة على هذا الطريق وحسب حتى يمكن لك أن ترشديني للاتجاهات بوضوح. هل سيكون من الأفضل إذا خرجت إلى الطريق السريع؟ أم في وسط المدينة؟ من أين علي أن أبدأ؟» «لا تبدأ من أي مكان. لن نذهب.» «إنه ليس بعيدا للغاية، صحيح؟ ولماذا لا نذهب؟» «لقد قدمت لي خدمة واحدة وهذا كاف.» جلست هيلين مائلة للأمام بقدر ما وسعها ذلك، وهي تحشر رأسها ما بين مقعد نيل ومقعد جيني. «لقد أخذتني إلى المستشفى، أليس هذا بكاف؟ لست مضطرا لأن تقود هنا وهناك لتقدم لي الخدمات.»
صفحة غير معروفة