كان ذلك احتمالا قائما على الدوام - السرقة والفرار - ومع ذلك فقد أدار جسمه على الملاءة النظيفة، التي فاحت برائحة رياح مروج وعشب أخضر، وعاد لنومه، واثقا أنها فقط ذهبت لشراء بعض الحليب والبيض والزبد والخبز ومؤن أخرى - بل وسجائر أيضا - من ضرورات الحياة الكريمة، وأنها سوف تعود وتنهمك في مشاغلها بالطابق الأرضي وأن صوت نشاطها سوف ينسج من تحته شبكة، منحة من السماء، هبة من الواجب قبولها.
في حياته حاليا ثمة مشكلة تخص امرأة، امرأتين في الواقع، شابة وأخرى أكبر سنا (أي في مثل سنه تقريبا) وكل منهما تعلم بوجود الأخرى وكل واحدة مستعدة لاقتلاع شعر الأخرى. كل ما حصل عليه منهما مؤخرا كان العواء والشكوى، مع وقفات في الأثناء لتأكيدهما الغاضب بأنهما تحبانه.
ربما يكون قد وصل إلى عتبة داره حل لذلك أيضا. •••
حين كانت تشتري البقالة في المتجر سمعت جوهانا صوت قطار، وحين عادت بالسيارة إلى الفندق رأت سيارة متوقفة عند محطة القطار. وحتى من قبل أن توقف سيارة كين بودرو رأت حاويات الأثاث مكومة على الرصيف. تحدثت إلى ناظر المحطة - كانت هذه هي سيارته هناك - وكان مندهشا ومغتاظا لوصول كل تلك الحاويات الضخمة. حين استخلصت منه اسم رجل لديه شاحنة - شاحنة نظيفة، كما أصرت - يعيش على بعد عشرين ميلا وأحيانا يقوم بنقل الأشياء، استخدمت هاتف المحطة للاتصال بالرجل كي يحضر، بكلام نصفه رشوة ونصفه أمر. ثم ألحت على ناظر المحطة بأن عليه أن يبقى إلى جانب الحاويات حتى وصول الشاحنة. بحلول أول المساء كانت الشاحنة قد جاءت، وقام الرجل وابنه بإنزال كل الأثاث وحمله إلى داخل الغرفة الرئيسية للفندق.
في اليوم التالي ألقت نظرة متفحصة في أنحاء المكان. كانت تتدبر الأمر لتتوصل إلى قرار.
في اليوم التالي له ارتأت أن كين بودرو صار بمقدوره الجلوس والاستماع إليها، فقالت: «هذا المكان إسفنجة سوف تمتص المال كأنه الماء ولا تشبع. البلدة على وشك التداعي. ما يجب عمله هو استخراج أي شيء قد يجلب أي نقود وبيعه. لا أقصد بهذا الأثاث الذي تم شحنه، أقصد أشياء مثل منضدة البلياردو وموقد المطبخ. ثم علينا بيع المبنى لشخص يمكنه أن ينزع الصفيح عنه كي يبيعه خردة. هناك دائما طريقة للانتفاع بأشياء لم تكن تتخيل أن لها أي قيمة. بعد ذلك، ما الذي كنت تفكر في القيام به قبل أن تمتلك الفندق؟»
قال إنه ساورته فكرة ما للذهاب إلى كولومبيا البريطانية، تحديدا إلى سالمون آرم، حيث له صديق أخبره ذات مرة بأن بوسعه أن يحظى هناك بوظيفة في إدارة بساتين الفاكهة. ولكنه لم يستطع الذهاب لأن السيارة كانت بحاجة إلى إطارات جديدة وإصلاحات أخرى قبل أن يمكنه الشروع في رحلة طويلة، وكان ينفق كل ما يملك ليعيش. ثم وقع هذا الفندق بين يديه.
فقالت: «مثل طن من الحجارة. إن إصلاح السيارة وتزويدها بالإطارات سيكون استثمارا أفضل من ابتلاع هذا المكان لكل ما يرمى فيه. ستكون فكرة صائبة أن نسافر إلى هناك قبل سقوط الجليد. ونشحن الأثاث بالقطار مرة أخرى، لننتفع به حين نصل إلى هناك. لدينا كل ما يلزمنا لنؤثث بيتا.» «قد يتضح أنه لم يكن عرضا نهائيا.»
فقالت: «أعرف. لكن ستكون الأمور على ما يرام.»
فهم أنها كانت واثقة أنهما سيكونان على ما يرام، هكذا كان الأمر وهكذا سيكون. بوسعك القول إن حالة كحالته كانت أنسب ما يكون لها.
صفحة غير معروفة