كنز الكتاب ومنتخب الآداب (السفر الأول من النسخة الكبرى)
محقق
حياة قارة
الناشر
المجمع الثقافي
مكان النشر
أبو ظبي
تصانيف
قوله "فهذه بيني وبين عبيدي". يعني قوله: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) ولا يجوزُ أن يكون المتْلُوُّ بينه تعالى وجَلّ وبينَ عبده،
لأن المتلوَّ كلام الله ﷾ وليس للعبد فيه شركٌ.
رجع
وقال الأحنف بن قيس: حِلْيَةُ الوُلاة وزينَتُهم: وزراؤُهم، ومن فَسَدت بِطانَتُه لم يصلح شأنُه، وكان
كمنْ غصَّ بالماء. وقال: ليس شيء أهْتَكَ للوالي من صاحب يُحْسِنُ القول ولا يُحْسِنُ الفعل. وما
أحسن هذا من قول الأحنف وأبلغه! ولقد كان ﵀ من دهاة الحكماء وجلة الحلماء وقدوَة النُّبلاء
والفُصحاء، وخيرة العُقلاء، وأحد الشعراء، لأن النبي صلي الله عليه وسلم دعا له بالمغفرة، وذلك أنه
بَعَثَ رسول الله ﷺ إلى قومه بني سعد، فَسَمِعَ رسوله إليهم وهو يدعوهم إلى
الإسلام، فقال وهو شاب صغير: مَادَعاكم إلا لِخَيرٍ، وما حَسَّنَ إلا حَسَنًا. فبلَّغ الرسول قوله هذا إلى
النبي ﵇ فقال: (اللهم اغْفِر للأحنف) وأُعْلِمَ بذلكَ الأحْنف وهو يطوف بالبيت في زمن
عثمان فقال: هذا أوفى عملٍ عندي.
وكانت وفاته ﵀ بالكوفة سنة سبع وستين في إمارة مصعب بن الزبير، ومشى مصعب في
جنازته وحضرها.
وفي هذا المعنى من المنثور البديع والمزدوج المطبوع:
أنا عين السلطان ولسانه، وعُنوانه وتُرجمانه. أُذْناي كمائمُ أسراره، وجوانحي عيبَةُ إعلانه وأسراره.
أنا خاصته وصَفِيه وسمِيُّه. أنا المدير الحازم، والجليس
1 / 157