وما هي فقال قول الله عزوجل * (والذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) * فقال عبد الله صدقت والله يا أبا عبد الله كانى لم اقرء هذه الاية قط (وروى) في الكامل ان عبد الله بن علي بن جعفر بن أبي طالب افتقد صديقا له من مجلسه ثم جاءه فقال اين كانت غيبتك قال خرجت الى عرض من اعراض المدينة مع صديق لي فقال له ان لم تجد من صحبة الرجال بدا فعليك بصحبة من ان صحبته زانك وان خفقت له صانك وان احتجت إليه عانك وان راى منك خلة سدها أو حسنة عدها أو وعدك لم يحرضك وان كثرت عليه لم يرفضك وان سئلته اعطاك وان امسكت عنه ابتداك (وقال بعضهم) قارب اخوانك في لقاهم تسلم من بوائقهم (وفي بعض كتب الهند) ثق بذى العقل والكرم واطمئن إليه وواصل العاقل غير ذى الكرم واحترس من سئ اخلاقه وانتفع بعقله وواصل الكريم غير العاقل وانتفع بكرمه وانفعه بعقلك واهرب من اللئيم الاحمق (وقال آخر) دع مصارعة اخيك وان حث التراب في فيك وقيل اياك وطاعة الاسفال فانه يهجم بصاحبه على مكروه وإذا صفا لك اخ فكن به اشد ضنا منك بنفائس اموالك ثم لا يزهدنك فيه ان ترى منه خلقا تكرهه فإن نفسك التي هي اخص الانفس بك لا تطيعك كالمقادة في كل ما تهوى فكيف تلتمس ذلك من غيرك ويحسبك ان يكون لك من اخيك اكثره فقد قالت العرب من لك يوما باخيك كله ووصف اعرابي رجلا فقال كان والله يتحسى مرارة الاخوان ويسقيهم عذبه وقيل لخالد بن صفوان أي الاخوان احب اليك فقال الذي يغفر زللي ويقبل عللى ويسد خللى (وسئل) رجل عن صديقين له فقال أما احدهما فعلق مصيبه لاتباع وأما الاخر فعلق مصيبه لا تبتاع (وكان آخر) يقول اللهم احفظني من الصديق فقيل له ولم قال لانى من العدو متحرز ومن الصديق آمن (وانشد) (احذر مودة ماذق شاب المرارة بالحلاوة) (يحصى العيوب عليك ايام الصداقة للعداوة) (وقيل) لبعضهم كم لك من صديق فقال لا ادرى لأن الدنيا على مقبلة فكل من يلقانى يظهر لي الصداقة وإنما احصيهم إذا ولت عنى (وقيل) ليحيى بن خالد وهو في الحبس وقد احتاج لو كتبت الى فلان فانه صديقك فقال دعوه يكون صديقا (لبعضهم) (قد اخلق الدهر ثوب المكرمات فلا) (تخلق لوجهك في الحاجات ديباجه) (ولا يغرونك اخوان تعدهم) (أنت العدو لمن كلفته حاجة) لغيره (ما الناس إلا مع الدنيا وصاحبها) (فحيث ما انقلبت
--- [ 38 ]
صفحة ٣٧