ويجوز القول أيضا بناء على الآيتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة في الفصل الخامس من رسالة يعقوب أخي الرب، وأسقف أوروشليم نفسها؛ إن هؤلاء الشيوخ لم يكونوا وجهاء نافذي الكلمة في كنيسة أوروشليم فحسب، بل كهنة يمارسون الطقوس:
25 «هل فيكم مريض فليدع شيوخ الكنيسة، وليصلوا عليه ويمسحوه بالزيت باسم الرب، فإن صلاة الإيمان تخلص المريض والرب ينهضه، وإن كان قد ارتكب خطايا تغفر له.»
واللفظ اليوناني الذي استعمل للدلالة على هؤلاء الشيوخ في المراجع الأولية هو الكلمة
؛ ومعناها الشيوخ المتقدمون، ولعلهم كانوا في أم الكنائس أقدم المؤمنين في نعمة الإيمان وأوجههم.
26
وجاء بعد الشيوخ في أم الكنائس الشمامسة، والشماس لفظ سرياني معناه خادم ديني، وهو يقابل اللفظ
Diakonos
اليوناني الوارد في سفر الأعمال وغيره من الرسائل المقدسة، وقد سبق لنا وأشرنا إلى كيفية انتقاء الشمامسة السبعة الأولين، فإن المؤمنين انتخبوهم انتخابا والرسل باركوهم بوضع الأيدي، فقاموا بمهام روحية منذ البدء، وأشهرهم أسطفانوس الشهيد، ولعل السبب الرئيسي لانتقائهم كان إشراك العنصر اليهودي الهليني في الخدمة قبل أن يكون مجرد خدمة موائد.
27
وضيق أغريبة على المؤمنين في أوروشليم وشدد عليهم، فاستشهد يعقوب بن زبدي، وألقي بطرس في السجن وأفلت، وقضت حرارة الإيمان بالتبشير، فتفرق الرسل الاثنا عشر، وتزعم يعقوب أم الكنائس، وما فتئ حتى استشهاده في السنة 62.
صفحة غير معروفة