53
ولا نعلم شيئا عن حداثته أو عن سيرته قبل الحرب الفارسية في عهد غورديانوس الثالث، ويتضح من النصوص الباقية أنه كان قد توصل عند نشوب هذه الحرب إلى رتبة قائد، وأنه كان قد تمكن على الرغم من بعده عن رومة من الاتصال بمجلس شيوخها ومن استرضائهم، وما إن توصل إلى دست الحكم حتى خفف الضرائب عن كاهل الأهلين، وأبعد عن شخصه الوشاة والجواسيس، ونهج نهج الإمبراطور المثالي مستمسكا بالفضائل الرواقية، مثبتا أنه سيد جنوده لا رقيقهم.
54
ولا يختلف اثنان فيما نعلم في أن فيليبوس العربي عطف على النصارى، ولم ينفذ في حقهم القوانين السارية المفعول، ومما لا شك فيه أيضا أن فيليبوس وظف المسيحيين، وجعل من بعض أساقفة أفريقية ولاة إمبراطوريين.
55
فيليبوس والقديس بابولا
وهل يجوز أن نذهب إلى أبعد من هذا، فنقول مع القديس إيرونيموس وأوروسيوس أن فيليبوس كان أول الأباطرة النصارى،
56
ونقول مع الذهبي الفم إن فيليبوس الإمبراطور خضع للتكفير الذي فرضه عليه القديس بابولا أسقف أنطاكية (238-250)، فوقف في كنيسة أنطاكية مع الموعوظين هو وزوجته الإمبراطورة؛ لأنه كان قد اتهم بمقتل غورديانوس الثالث؟
57
صفحة غير معروفة