60
فإن أحدا منهم لم يحفظ لنا شيئا من أخباره، وجل ما دونه أفسابيوس أن ثيوفيلوس كان الأسقف السادس بعد بطرس، وأنه جاهد ضد الهراطقة، وكتب في مواضيع معينة.
ولذا ترانا مضطرين أن نعود إلى ما تبقى من مصنفات ثيوفيلوس لالتقاط ما أشار إليه هذا الأسقف عن نفسه في عرض كلامه، ويستدل من رسالته الثانية إلى أوتوليكوس أنه نشأ في بيئة هلينية يونانية بالقرب من الفرات، وأنه اهتم للغة العبرية،
61
ويجوز القول إنه كان واسع الاطلاع يعرف شعر هوميروس وإسيوذ وبعض مناقشات أفلاطون، وأنه أحب التاريخ واستعان به كثيرا، ولا نراه كثير الاهتمام بالعلوم الزمنية والفلسفية؛ فهو يسخر ممن بحث في شكل الأرض، ويقول إن العقل البشري لا يمكنه أن يعلم ما إذا كانت الأرض كروية الشكل أو مكعبة؛
62
ولا يجوز القول إنه كان لاهوتيا قديرا، فإن ما قاله عن خلق السموات والأرض ينم عن شيء من السذاجة والسخف،
63
ولكن لا يختلف اثنان فيما نعلم في مقدرة ثيوفيلوس في الكتابة والتصنيف، فإنه كان أديبا واسع الخيال، رشيق اللفظ، فخم الكلام.
64
صفحة غير معروفة