بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله اهل الحمد ووليه، والدال عليه والمجازي به، والمثيب عنه، حمدا يزيد ولا يبيد ولا ينفد، جل جلاله وعظم سلطانه، وتعالى مكانه، وتقدست اسماؤه، واتصلت آلاؤه، وتواضع كل شي لهيبته، وخضع كل شي لملكه وربوبيته، ولا يدرك الواصفون صفته، ولا تبلغ الاوهام كنه معرفته، فهو كما وصف نفسه الها واحدا، أحدا صمدا، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمدا عبده ورسوله، أعطاه الوسيلة، وشرفه بالفضيلة، واكرمه بالرسالة، وأيده بالدلالة، وابان به الاسلام، وفضله على جميع خلقه، من اهل سمائه وارضه، وبره وبحره، فضلا لا يسمو إليه أحد، ولا يبلغه واصف. وفضل به اهل بيته على جميع الانام، وجعلهم الحجج البالغة، وأيدهم بالامامة، وافترض طاعتهم على جميع من به دان، ولله وحد وبرسوله (صلى الله عليه وآله) اقر، وجعل فضلهم فضلا لا يصفه واصف، ولا يدركه ناعت، ولا يبلغ منتهاه ذو لب، ولا يطمع فيه طامع، فجعلهم نجوم الارض، يهتدى بهم من الضلالة، ويزيل بهم حيرة العمى، وجعلهم أوتاد الارض ان تميد باهلها.
--- [ 36 ]
صفحة ٣٥
وابان فضلهم على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله)، وفرض على العباد مودتهم في كتابه الناطق، على لسان نبيه الصادق، حيث يقول جل من قائل: (قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى) (1)، فامر النبي (صلى الله عليه وآله) بحبهم، وحث على التقرب إليهم في برهم، وزيارتهم في حياتهم وبعد مماتهم، وجعل لذلك ثوابا وفضلا، لا تحيط به الاوهام، وما لا يحصيه الانام، ولا يبلغ وصف واصف منه التمام. ففعلت امته (صلى الله عليه وآله) ضد ما امر به الله ونبيه (صلى الله عليه وآله)، فقتلوا من امروا بمحبته، وشر دوا من امروا بطاعته، وجفوا من امروا بزيارته، واخافوا من قبل ذلك باحسن قبول، وقام به احسن قيام على مقدار طاقة الامكان وقدرة الزمان، وعادوهم على ذلك، ثم مع ذلك يرجون بانهم يوفقون للرشاد، وانهم مقيمون على السداد، مؤدون لما افترض عليهم بالليل والنهار، راجون شفاعة نبيهم يوم القرار، كلا بل نبيهم المخاصم لهم يوم المعاد، والطالب لهم بما فعلوا عند الثواب في يوم القيامة بين يدي رب الارباب، تبارك وتعالى عن ظلم العباد، وان ربك لبالمرصاد. وأنا مبين لك - أطال الله بقاك - ما اثاب الله به الزائر لنبيه واهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين، بالاثار الواردة عنهم (عليهم السلام)، على رغم من أنكر فضلهم ذلك، وجحده واباه وعادي عليه، وبالله استعين على ذلك، وعليه أتوكل، وهو حسبي في الامور كلها ونعم الوكيل.
---
1 - الشورى: 23.
--- [ 37 ]
صفحة ٣٦
وانما دعاني الى تصنيف كتابي هذا مسألتك، وترددك القول علي مرة بعد اخرى، تسألني ذلك، ولعلمي بما لي فيه من المثوبة والتقرب الى الله تبارك وتعالى، والى رسوله والى علي وفاطمة والائمة صلوات الله عليهم اجمعين والى جميع المؤمنين، ببثه فيهم، ونشره في اخواني المؤمنين على جملته. فأشغلت الفكر فيه وصرفت الهم إليه، وسألت الله تبارك وتعالى العون عليه حتى اخرجته وجمعته عن الائمة صلوات الله عليهم اجمعين من احاديثهم، ولم اخرج فيه حديثا روي عن غيرهم إذا كان فيما روينا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم، وقد علمنا انا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره، لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من اصحابنا رحمهم الله برحمته، ولا اخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال، يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم. وسميته كتاب كامل الزيارات وفضلها وثواب ذلك، وفصلته أبوابا، كل باب منه يدل على معنى لم اخرج فيه حديثا يدل على غير معناه، فيختلف على الناظر فيه والقاري له ولا يعلم ما يطلب وأني وكيف، كما فعل غيرنا من المصنفين، إذ جعلوا الباب بغير ما ضمنوه، فأخرجوا في الباب احاديثا لا تدل على معنى الباب، حتى ربما لم يكن في الباب حديثا يدل على معنى بين من الاحاديث التي لا تليق بترجمة الباب، ولا على شي منه.
--- [ 38 ]
صفحة ٣٧
والذي اردت بذلك التسهيل على من اراد حديثا منه قصد الباب الذي يريد الحديث فيه فيجده، ولئلا يمل الناظر فيه والقاري له، والمستمع لقرأته، وليعلم ما خص الله به وليه من زائري قبر الحسين (عليه السلام) والسادة صلوات الله عليهم، ولتكثر الرغبة فيهم وفي زيارتهم صلوات الله عليهم، طلبا لما اعد الله جل وعز لهم من الثواب الجزيل والفوز العظيم. والله اسأل بما هو اهله وباحب اسمائه إليه ان يصلي على محمد وآله مكافاتي عليه ما املته فاردته، ان لا يحرمني من ذلك برحمته وجوده وكرمه، وصلى الله على محمد وآله الصفوة الاخيار الابرار عليهم السلام ورحمة الله وبركاته.
--- [ 39 ]
صفحة ٣٨
الباب (1) ثواب زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيارة امير المؤمنين والحسن والحسين: [ 1 ] 1 - اخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي الفقيه، قال: حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله بن ابي خلف الاشعري، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد (1) البرقي، عن قاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: بينما الحسين بن علي (عليهما السلام) (2) في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ رفع رأسه فقال له: يا ابة ما لمن زارك بعد موتك، فقال: يا بني من اتاني زائرا بعد موتي فله الجنة، ومن أتى اباك زائرا بعد موته فله الجنة، ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة، ومن اتاك زائرا بعد موتك فله الجنة (3).
---
1 - في الموضع الثاني من التهذيب: محمد بن خلف، والصحيح ما اثبتناه، الموافق للموضع الاول منه والبحار والوسائل والوافي. 2 - في الموضع الاول من التهذيب: الحسن بن علي (عليهما السلام). 3 - عنه البحار 100: 142، الوسائل 14: 329. رواه الشيخ في التهذيب 6: 20 و40، والمفيد في المقنعة: 72 مرسلا.
--- [ 40 ]
صفحة ٣٩
[ 2 ] 2 - عنه، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن اسباط، عن عثمان بن عيسى، عن المعلى بن ابي شهاب (1)، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسين (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): ما جزاء من زارك، فقال: يا بني من زارني حيا أو ميتا أو زار اباك أو زار اخاك أو زارك، كان حقا علي ان ازوره يوم القيامة حتى اخلصه من ذنوبه (2). [ 3 ] 3 - حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن يعقوب، عن احمد بن ادريس، عمن ذكره، عن محمد بن سنان، عن محمد بن علي، رفعه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي من زارني في حياتي أو بعد موتي، أو زارك في حياتك أو بعد موتك، أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما، ضمنت له يوم القيامة ان اخلصه من أهوالها وشدائدها، حتى اصيره معي في درجتي (3).
---
1 - كذا في النسخ، وفي الكافي: معلى ابي شهاب، وفي التهذيب والعلل: معلى بن شهاب. هذا، الرواية علي ما ذكره هنا مسندة، اما ذكرها في الكافي والتهذيب كذا: عن المعلى ابي شهاب قال: قال الحسين (عليه السلام) - الخ، وعليه كانت الرواية مرسلة، والظاهر وجود السقط فيهما، كما ذكره هنا وفي سائر المصادر. 2 - عنه البحار 100: 141، الوسائل 14: 326. رواه الكليني في الكافي 4: 548، والصدق في الفقيه 2: 345، وثواب الاعمال: 107 - وفيه: قال الحسن بن علي (عليهما السلام) - الامالي: 57، علل الشرايع: 460، والشيخ في التهذيب 6: 4، والطبري في بشارة المصطفي، الرقم: 495. 3 - عنه البحار 100: 142، الوسائل 14: 328. رواه في الكافي 4: 579، والفقيه 2: 346.
--- [ 41 ]
صفحة ٤٠
[ 4 ] 4 - حدثني محمد بن يعقوب، قال: حدثني عدة من اصحابنا، منهم احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن يحيى - وكان خادما لابي جعفر الثاني (عليه السلام) - عن بعض اصحابنا، رفعه الى محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من زارني أو زار احدا من ذريتي زرته يوم القيامة، فانقذته من اهوالها (1). [ 5 ] 5 - حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه الحسن، عن ابيه علي بن مهزيار، قال: حدثنا عثمان بن عيسى، عن المعلى ابن ابي شهاب، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسين بن علي (عليهما السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا ابتاه ما جزأ من زارك، فقال (صلى الله عليه وآله): يا بني من زارني حيا أو ميتا، أو زار اباك، أو زار اخاك، أو زارك، كان حقا علي ان ازوره يوم القيامة فاخلصه من ذنوبه (2). الباب (2) ثواب زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) [ 6 ] 1 - حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن ابان، عن السدوسي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
---
1 - عنه البحار 100: 123، الوسائل 14: 331. 2 - عنه البحار 100: 141. مر مثله قبيل هذا، وذكرنا بعض الكلام فيه، وياتي مثله بعيد هذا.
--- [ 42 ]
صفحة ٤١
من اتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة (1). [ 7 ] 2 - حدثني محمد بن الحسن بن احمد رحمه الله، عن محمد ابن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابن ابي نجران، قال: قلت لابي جعفر الثاني (عليه السلام): جعلت فداك ما لمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمدا (2)، قال: له الجنة (3). [ 8 ] 3 - حدثني جماعة من مشايخنا، عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن معاوية بن حكيم، عن عبد الرحمان بن ابي نجران، قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عمن زار قبر النبي (صلى الله عليه وآله) قاصدا، قال: له الجنة (4). [ 9 ] 4 - حدثني جماعة من مشايخنا بهذا الاسناد، عن عبد الرحمان ابن ابي نجران، عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: قلت: ما لمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمدا، قال: يدخله الله الجنة ان شأ الله (5).
---
1 - عنه البحار 100: 142، ياتي مثله بعيد هذا. رواه في الكافي 4: 548، والتهذيب 6: 4. رواه في قرب الاسناد: 65 عن مسعدة بن صدقة عن الصادق، عن ابيه، عن النبي (عليهم السلام) مع اختلاف. 2 - متعمدا، اي تكون مجيئه لمحض الزيارة لا لشئ آخر تكون الزيارة مقصودة بالتبع. 3 - عنه البحار 100: 143، الوسائل 14: 333. رواه في الكافي 4: 548، والتهذيب 6: 3، وفيهما: أبو جعفر (عليه السلام). 4 - عنه البحار 100: 143. 5 - عنه البحار 100: 143.
--- [ 43 ]
صفحة ٤٢
[ 10 ] 5 - حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن ابي بكر الحضرمي، قال (1): امرني أبو عبد الله (عليه السلام) ان اكثر الصلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما استطعت، وقال: انك لا تقدر عليه كلما شئت (2)، وقال لي: تأتي قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: نعم، فقال: اما انه يسمعك من قريب ويبلغه عنك إذا كنت نائيا (3). [ 11 ] 6 - وباسناده عن سيف بن عميرة، عن عامر بن عبد الله، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): اني زدت جمالي دينارين أو ثلاث، على ان يمر بي الى المدينة، فقال: قد احسنت ما ايسر هذا، تأتي قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتسلم عليه، اما انه يسمعك (4) من قريب ويبلغه عنك من بعيد (5). [ 12 ] (7) - حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن ابي نجران، قال: قلت لابي جعفر الثاني (عليه السلام): جعلت فداك ما لمن زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمدا، قال: يدخله الله الجنة ان شأ الله (6).
---
1 - قد (خ ل). 2 - اي اغتنم المسجد والصلاة فيه، انه لا يتيسر لك اتيان هذا المسجد في كل وقت اردت، فان التوفيق عزيز والمانع عن الخير كثير. 3 - عنه البحار 100: 182، الوسائل 14: 338. 4 - ليسمعك (خ ل). 5 - عنه البحار 100: 182، الوسائل 14: 339. 6 - مر مثله في الرقم: 2، فراجع.
--- [ 44 ]
صفحة ٤٣
[ 13 ] (8) - حدثني محمد بن يعقوب، عن عدة من رجاله، عن احمد ابن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن ابي نجران، قال: قلت لابي جعفر الثاني (عليه السلام): جعلت فداك ما لمن زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمدا، قال: له الجنة (1). [ 14 ] (9) - حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد ومحمد بن يعقوب، عن علي بن محمد بن بندار، عن ابراهيم بن اسحاق، عن محمد ابن سليمان الديلمي، عن ابي حجر الاسلمي (2)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتى مكة حاجا ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة، ومن زارني زائرا وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة، ومن مات في احد الحرمين مكة أو المدينة لم يعرض الى الحساب، ومات مهاجرا الى الله، وحشر يوم القيامة مع اصحاب بدر 23. [ 15 ] 10 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابان، عن السدوسي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)،
---
1 - عنه البحار 100: 143، وقد مر مثله في هذا الباب. 2 - كذا في الكافي والمزار للمفيد والتهذيب، وفي المزار الكبير للمشهدي: ابي يحيى الاسلمي، وفي العلل: ابراهيم بن ابي حجر الاسلمي. والظاهر انه ابراهيم بن محمد بن ابي يحيى أبو اسحاق مولي اسلم، الذي عده الشيخ في رجاله: 156، الرقم: 1720، من اصحاب الصادق (عليه السلام). 3 - عنه البحار 100: 140، الوسائل 14: 334. رواه في الكافي 4: 548، علل الشرايع: 460، الفقيه 2: 338، التهذيب 6: 4.
--- [ 45 ]
صفحة ٤٤
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة. [ 16 ] 11 - حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، قال: حدثني علي بن سيف، قال: حدثني الطفيل بن مالك النخعي (2)، قال: حدثني ابراهيم بن ابي يحيى المدني، عن صفوان بن سليم (3)، عن ابيه، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: من زارني في حياتي أو بعد موتي كان في جواري يوم القيامة (4). [ 17 ] 12 - وعنه، عن سلمة، عن علي بن سيف، قال: حدثني سليمان بن عمر النخعي، عن عبد الله بن الحسن، عن ابيه، عن علي بن ابي طالب (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي، وكنت له شهيدا وشافعا يوم القيامة (5). [ 18 ] 13 - وعنه، عن سلمة، عن جعفر بن بشير، عن ابان بن عثمان، عن السدوسي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتاني زائرا كنت له شفيعا يوم القيامة (6). [ 19 ] 14 - وعنه، عن سلمة، قال: حدثني زيد بن ابي زيد الهروي،
---
1 - في الاصل: فضل بن مالك، ما اثبتناه من المزار الكبير، وهو الصحيح، لانه الطفيل ابن كالك بن مقداد النخعي، عده الشيخ في رجاله، الرقم: 3082 من اصحاب الصادق (عليه السلام). 2 - في التهذيب: صفوان بن سليمان. 3 - عنه البحار 100: 143، الوسائل 14: 334. رواه في التهذيب 6: 3 مسندا، اورده في المقنعة: 71 مرسلا. 4 - عنه البحار 100: 143. 5 - عنه البحار 100: 142، وقد مر مثله في الباب.
--- [ 46 ]
صفحة ٤٥
عن قتيبة بن سعيد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اتاني زائرا في المدينة محتسبا كنت له شفيعا يوم القيامة. [ 20 ] 15 - حدثني جماعة من مشايخي رحمهم الله، عن محمد بن يحيى واحمد بن ادريس جميعا، عن سلمة، قال: حدثني بعض اصحابنا بهذا الحديث عن ابن ابي نجران، قال: قلت له: ما لمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمدا، قال: يدخله الله الجنة (1). [ 21 ] 16 - حدثني ابي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابان، عن السدوسي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة (2). [ 22 ] (17) - حدثني أبو الفضل محمد بن احمد بن سليمان، عن موسى بن محمد بن موسى، عن محمد بن محمد الاشعث (3)، قال: حدثنا أبو الحسن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر، قال: حدثنا ابي، عن ابيه، عن جده جعفر بن محمد، عن ابيه، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
---
1 - عنه البحار 100: 143. 2 - عنه البحار 100: 142، وفيه: احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب بلا واسطة، وكلاهما صحيح. 3 - كذا في النسخ، والصحيح: محمد بن محمد بن الاشعث، فانه المعنون في كتب الرجال، عنونه الشيخ والنجاشي في رجاليهما.
--- [ 47 ]
صفحة ٤٦
من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر الي في حياتي، فان لم تستطيعوا فابعثوا الي السلام، فانه يبلغني (1). [ 23 ] 18 - حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن المعلى بن ابي شهاب، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسين بن علي (عليهما السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبتاه ما جزأ من زارك، فقال (صلى الله عليه وآله): يا بني من زارني حيا أو ميتا كان حقا علي ان ازوره يوم القيامة، واخلصه من ذنوبه (2). [ 24 ] 19 - حدثني ابي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد باسناده مثله. [ 25 ] 20 - حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الفضيل بن يسار، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: ان زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعدل حجة مع رسول الله مبرورة (3). [ 26 ] 21 - وعنه، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن اسماعيل،
---
1 - عنه البحار 100: 144، الوسائل 14: 337. رواه المفيد في المقنعة: 71، والشيخ في التهذيب 6: 3. 2 - عنه البحار 100: 141، وقد مر مثله في الباب. 3 - عنه البحار 100: 144، الوسائل 14: 335، وفيه: جميل بن صالح عن ابي عبد الله (عليه السلام).
--- [ 48 ]
صفحة ٤٧
عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: كمن زار الله (1) في عرشه (2). الباب (3) زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) والدعأ عنده [ 27 ] 1 - حدثني ابي ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن ايوب والحسين، عن صفوان وابن ابي عمير (3) جميعا، عن معاوية بن عمار، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل ان تدخلها، أو حين تريد ان تدخلها (4)، ثم تأتي قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فتسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم تقوم عند الاسطوانة المقدمة من جانب القبر الايمن عند رأس القبر، وانت
---
1 - معناه هو ان لزائره (عليه السلام) من المثوبة والاجر العظيم والتبجيل في يوم القيامة كمن رفعه الله الى سمائه وادناه من عرشه الذي تحمله الملائكة واراه من خاصة ملائكته ما يكون به توكيد كرامته لا ما يظنه بعض من مقتضى التشبيه. 2 - عنه البحار 100: 144، الوسائل 14: 335. رواه في الكافي 4: 588، المقنعة: 71، التهذيب 6: 4. 3 - عن ابن ابي عمير (خ ل)، هذا مع انه مخلف لما ورد في الكافي والتهذيب، لا يمكن الحكم بصحته، مخالف لكلمة جميعا، ان رواية ابن ابي عمير عن صفوان لا يثبت في الكتب الاربعة. 4 - الترديد من الراوي، والمعنى: قبل ان تدخلها بزمان، أو حين تريد ان تدخلها بلا فصل، وفي الكافي والتهذيب: أو حين تدخلها، فالمراد بعد الدخول.
--- [ 49 ]
صفحة ٤٨
مستقبل القبلة ومنكبك الايسر الى جانب القبر ومنكبك الايمن مما يلي المنبر، فانه موضع رأس النبي (صلى الله عليه وآله) وتقول: اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، وان محمدا عبده ورسوله، واشهد انك رسول الله، وانك محمد بن عبد الله. واشهد انك قد بلغت رسالات ربك، ونصحت لا متك، وجاهدت في سبيل الله، وعبدت الله حتى اتاك اليقين بالحكمة والموعظة الحسنة، واديت الذي عليك من الحق، وانك قد رؤفت بالمؤمنين وغلظت على الكافرين، فبلغ الله بك افضل شرف محل المكرمين، الحمدلله الذي استنقذنا بك من الشرك والضلالة. اللهم اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك المقربين وعبادك الصالحين وانبيائك المرسلين (1)، واهل السماوات والارضين، ومن سبح لك يا رب العالمين (2) من الاولين والاخرين على محمد عبدك ورسولك، ونبيك وامينك، ونجيك وحبيبك، وصفيك وخاصتك، وصفوتك وخيرتك من خلقك. اللهم واعطه الدرجة والوسيلة (3) من الجنة، وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والاخرون.
---
1 - كذا، وفي بعض المصادر: انبيائك المرسلين وعبادك الصالحين. 2 - من سبح لرب العالمين (خ ل) 3 - في التهذيب: آته الوسيلة.
--- [ 50 ]
صفحة ٤٩
اللهم انك قلت: (ولو انهم إذ ظلموا انفسهم جأوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) (1)، واني اتيت نبيك مستغفرا تائبا من ذنوبي، واني اتوجه اليك بنبيك نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه واله)، يا محمد اني اتوجه بك الى الله ربي وربك ليغفر لي ذنوبي. وان كانت لك حاجة فاجعل قبر النبي (صلى الله عليه وآله) خلف كتفيك (2) واستقبل القبلة وارفع يديك، وسل حاجتك، فانه احرى ان تقضى ان شأ الله (3). [ 28 ] 2 - حدثني جعفر بن محمد بن ابراهيم الموسوي، عن عبد الله ابن نهيك، عن ابن ابي عمير، عن معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا فرغت من الدعأ عند القبر فأت المنبر وامسحه بيدك وخذ برمانتيه، وهما السفلاوان، وامسح وجهك وعينيك به، فانه يقال: انه
---
1 - النساء 64. 2 - قال المجلسي رحمه الله: (استدبار النبي (صلى الله عليه وآله) وان كان خلاف الادب لكن لا باس به إذا كان التوجه الى الله تعالى - كذا افاد والدي قدس سره، ويحتمل ان يكون المراد فالمراد بالقبر في الثاني الجدار الذي ادبر على القبر، فانه المكشوف والقبر مستور - والله العالم). 3 - عنه البحار 100: 150، الوسائل 14: 342. رواه في الكافي 4: 550 الفقيه 2: 338، التهذيب 6: 5.
--- [ 51 ]
صفحة ٥٠
شفأ للعين، وقم عنده فاحمد الله واثن عليه وسل حاجتك، فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما بين منبري وقبري روضة من رياض الجنة، وان منبري على ترعة من ترع الجنة، وقوائم المنبر رتب في الجنة - والترعة هي الباب الصغير (1). ثم تأتي مقام النبي (صلى الله عليه وآله) فصل فيه ما بدالك، فإذا دخلت المسجد فصل على محمد وآله، وإذا خرجت فافعل ذلك، واكثر من الصلاة في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) (2). [ 29 ] 3 - حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن احمد بن الحسين (3) العسكري، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه علي بن مهزيار، عن علي بن الحسين بن علي (4) بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب،
---
1 - عن الجزري: الترعة في الاصل الروضة على المكان المرتفع خاصة، فإذا كانت في المطمئن فهي روضة، وقال القتيبي: معناه ان الصلاة والذكر في هذا الموضع تؤديان الى الجنة فكأنه قطعة منها. 2 - عنه البحار 100: 151، الوسائل 14: 346، عنه صدره المستدرك 10: 195 وعجزه المستدرك 3: 426 و10: 189، الظاهر ان التفسير من الرواة ويحتمل ان يكون من الامام (عليه السلام). رواه في الكافي 4: 553، التهذيب 6: 7. 3 - محمد بن احمد بن الحسن (خ ل)، وهو تصحيف، لانه محمد بن احمد بن الحسين الزعفراني، ياتي اسمه مكررا، عنونه الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام). 4 - علي بن الحسن بن علي (خ ل)، وهو تصحيف، لان الشيخ ذكره في رجاله كما اثبتناه في المتن، عنونه في الكافي: حسن بن علي بن عثمان بن علي بن حسين بن علي بن ابي طالب، كذا ايضا في الوسائل والمرآة، لكن في الوافي: الحسن بن علي بن عمرو بن علي بن الحسين =
--- [ 52 ]
صفحة ٥١
عن علي بن جعفر بن محمد، عن اخيه ابي الحسن موسى بن جعفر، عن ابيه، عن جده:، قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقف علي قبر النبي (صلى الله عليه وآله) ويسلم عليه ويشهد له بالبلاغ، ويدعو بما حضره، ثم يسند ظهره الى المروة (1) الخضرأ الدقيقة العرض مما يلي القبر، ويلتزق بالقبر، ويسند ظهره الى القبر، ويستقبل القبلة، ويقول: اللهم اليك الجأت امري، والى قبر محمد صلى الله عليه واله عبدك ورسولك اسندت ظهري، والقبلة التي رضيت لمحمد صلى الله عليه واله استقبلت. اللهم اني اصبحت لا املك لنفسي خير ما ارجو لها، ولا ادفع عنها شر ما احذر عليها، واصبحت الا مور بيدك ولا فقير افقر مني، (اني لما انزلت الي من خير فقير) (2).
---
= ابن علي (عليه السلام). اما ما في الكافي لعله سهو، لانه لم تذكر كتب الانساب في اولاد السجاد (عليه السلام) من اسمه عثمان، نعم يوجد فيهم من اسمه عمر، وهو الاشرف. اما ما في الكامل فلعله ان الصحيح: الحسن، وهذا هو أبو الحسن علي العسكري الشاعر ابن ابي محمد الحسن الشجري ابن علي الاصغر ابن عمر الاشرف ابن الامام السجاد (عليه السلام)، ولم يكن لعلي الاصغر ولد اسمه الحسين، وانما اولاده: محمد وعبد الله وموسى وعمر الشجري، فعقب الاشرف من هؤلاء الثلاثة المتأخرين. 1 - المروة: حجارة صلبة تعرف بالصوان. 2 - القصص: 24.
--- [ 53 ]
صفحة ٥٢
اللهم اردني منك بخير، فلا راد لفضلك، اللهم اني اعوذ بك من ان تبدل اسمي، أو تغير جسمي، أو تزيل نعمتك عني. اللهم زيني بالتقوي، وجملني بالنعم، واغمرني بالعافية، وارزقني شكر العافية (1). [ 30 ] 4 - حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن ابي نجران والحسين بن سعيد وغير واحد، عن حماد بن عيسى، عن محمد بن مسعود قال: رأيت ابا عبد الله (عليه السلام) انتهى الى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوضع يده عليه وقال: اسأل الله الذي اجتباك واختارك وهداك وهدي بك، ان يصلي عليك. ثم قال: ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (2) (3) [ 31 ] 5 - حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى (4)، عن ابيه،
---
1 - عنه البحار 100: 153، المستدرك 10: 191. رواه في الكافي 4: 551، وياتي عنه بعيد هذا، عنه الوسائل 14: 342. 2 - الاحزاب: 56. 3 - عنه البحار 100: 155، المستدرك 10: 192. رواه في الكافي 4: 552، عنه الوسائل 14: 344. 4 - الحسن بن عبد الله عن محمد بن عيسى (خ ل)، وهو تصحيف، كما مر ذكره في الباب الثاني في الرقم: 10، وياتي اسمه مكررا.
--- [ 54 ]
صفحة ٥٣
عن ابراهيم بن ابي البلاد قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): كيف تقول في التسليم على النبي (صلى الله عليه وآله)؟ قلت: الذي نعرفه ورويناه، قال: أو لا اعلمك ما هو افضل من هذا؟ قلت: نعم جعلت فداك، فكتب لي وانا قاعد عنده بخطه، وقرأه علي: إذا وقفت على قبره (صلى الله عليه وآله) فقل: اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد انك محمد بن عبد الله، واشهد انك رسول الله، واشهد انك خاتم النبيين، واشهد انك قد بلغت رسالة ربك، ونصحت لا متك، وجاهدت في سبيل ربك، وعبدته حتى اتاك اليقين، واديت الذي عليك من الحق. اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، ونجيبك وامينك، وصفيك وخيرتك من خلقك، افضل ما صليت على احد من انبيائك ورسلك. اللهم سلم على محمد وال محمد كما سلمت على نوح في العالمين، وامنن على محمد وال محمد كما مننت على موسي وهارون، وبارك على محمد وال محمد كما باركت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد، اللهم صل على محمد وال محمد، وترحم على محمد وال محمد. اللهم رب البيت الحرام، ورب المسجد الحرام، ورب الركن والمقام، ورب البلد الحرام، ورب الحل والحرام، ورب المشعر
--- [ 55 ]
صفحة ٥٤