وكذلك الصوم له وقت؛ فإذا أداها العبد في وقته سقط عنه الفرض وكان خليا من فرضه إلى ذلك الوقت، وليس يخلو العبد من طاعة ولي الأمر ولا مودة ذوي القربى طرفة عين.
وكذلك الزكاة لها وقت في رأس الحول، فإذا أداها العبد سقط عنه الفرض وكان خليا من فرضها إلى ذلك الوقت، وليس يخلو العبد عن طاعة ولي الأمر ولا مودة ذوي القربى طرفة عين.
وكذلك الجهاد قد عطله كل هذا الخلق وتركوه، وتركه الله عز وجل عمن تركه منهم، ولم يسقط عنهم طاعة ولي الأمر ولا مودة ذوي القربى طرفة عين؛ بل هما معقود عليهم فرضهما في أعناقهم لا يخلون منهما طرفة عين أبدا.
فما كان ثابتا معقودا في أعناق الخلق مفروضا عليهم لا يخلون
منه طرفة عين أبدا لا عذر فيه أولى أن يكون عمود الدين من الذي يثبت في وقت، ويسقط في وقت، ويتم في آخر.
[وجوب الوصية، والرد على من زعم أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لم يستخلف]:
وزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يستخلف، فلم سموا أبا بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
فإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استخلفه فلم كذبوا وقالوا: لم يستخلف؟ وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يستخلف فقد كذبوا عليه إذ سموه خليفة، وقد قال صلوات الله عليه وآله:((من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار))(1).
صفحة ٩٧