الكامل المنير(المقدمة + الجزء الأول)

الإمام القاسم الرسي عليه السلام ت. 246 هجري
90

الكامل المنير(المقدمة + الجزء الأول)

ومن ذلك أن عمر بن الخطاب - وهو أفضل الأمة عندهم بعد أبي بكر - أمر برجم المرأة التي وضعت لستة أشهر فردهم عن ذلك علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - فكان من قول عمر:((لولا علي لهلك عمر)) (1)، وأخذوا بقول علي، وتركوا قول عمر.

وقد رووا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:((بين عيني)

عمر ملك يسدده))(3)، فأخذوا بقول من أرادوا منهم، وتركوا قول من أرادوا.

[بطلان قول من زعم أن نصب الإمام باختيار الأمة]:

وزعمت الخوارج ومن قال بمقالتهم أن لهم الانقياد إلى ما لم يجدوا في كتاب الله ولا في سنة رسوله إلى قول العلماء وإن اختلفوا، وللحكام أن يختاروا من أقاويلهم ما أحبوا.

فإذا أصحاب محمد صلوات الله عليه وآله عندهم أعلم من الله ومن رسوله بما تحتاج إليه الأمة من حلالها وحرامها؛ لأنهم - فيما زعموا - لم يجدوا في كتاب الله ولا في سنة رسوله علم ما تحتاج إليه الأمة، وإذا الحكام عندهم الذي يقولون برأيهم أعلم عندهم من أصحاب محمد لاختيارهم أقاويل أصحاب الرأي، وكذبوا قول الله تبارك وتعالى:{ما فرطنا في الكتاب من شيء}[الأنعام/38]، وقوله تبيانا لكل شيء(3).

صفحة ٩٠