الكامل في للغة والأدب

المبرد ت. 285 هجري
51

الكامل في للغة والأدب

محقق

محمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر

دار الفكر العربي

رقم الإصدار

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

سنة النشر

١٩٩٧ م

مكان النشر

القاهرة

وروى الفراء في هذا الشعر: إن الذين يسوغ في أحلاقهم وإنما كان ينبغي أن يكون:: " في أحلقهم "كقولك: فلس وأفلس، وما أشبهه ولكنه شبه باب" فعلٍ" بباب" فعل"، كما قالو: زند وأزناد، وفرخ وافراخ، قال الحطيئة لعمر بن الخطاب رضي١ الله عنه: ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... حمر الحواصل لا ماء ولا شجر ففعلوا هذا تشبيها ًبباب" فعل" كما شبهوا فعلًا بفعلٍ في الجمع، فقالوا: جبلٌ وأجبلٌ، وزمن وأزمن، كما قال: إني لأكني بأجبال عن أجبلها ... وباسم أودية حبًا لواديها فأتي به على الأصل، وتشبيهًا بغيره على ما أخبرتك، قال ذو الرمة: أمنزلتي مي سلام عليكما ... هل الأزمن الائي مضين رواجع! والباب" أزمان" كما قال رؤبة: أزمان لا أدري وإن سألت ... ما فرق بين جمعةٍ وسبت وروى أبو العباس البيت الأخير مقوى، وجعله نكرة، وهو قوله: "من قدام" كما تقول: جئتك من قبلٍ، ومن بعد، ومنعلٍ، وما أشبه، كما قرأ بعضهم: ﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾ ٢ كما تقول: أولًا وآخرًا، ورواه الفراء: "من قدام" وجعله معرفة، وأجراه مجرىالغايات، نحو: "قبل وبعد" كما قال طرفة بن العبد٣: ثم تفري اللحم من تعدائها ... فهي من تحت مشيحات الحزم وكما قيل عتي بن مالك العقيلي، أنشده الفراء أيضًا: إذا أنا أومن عليك ولم يكن ... لقاؤك إلا من وراء وراء

١ ر، س: "العمر ﵀". ٢ سورة الروم ٤. ٣ من ر، وعجز هذا البيت صدر لبيت آخر، ورواية الديوان ٥٩. وخل الصنعة في مشتاتها ... فهي من تحت مشيحات الحزم وتفرى اللحم من تعدائها ... وتعالى فهى قب كالعجم

1 / 54