الكامل في للغة والأدب
محقق
محمد أبو الفضل إبراهيم
الناشر
دار الفكر العربي
رقم الإصدار
الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ
سنة النشر
١٩٩٧ م
مكان النشر
القاهرة
الرجل يعير إبراهيم بن النعمان بن بشير ورد إبراهيم عليه
ولما زوّج إبراهيم بن النعمان بن بشيرٍ الأنصاريّ يحيى بن أبي حفصة مولى عثمان بن عفّان ابنته على عشرين ألف درهم قال قائل يعيّره:
لعمري لقد جلّلت نفسك خزيةً ... وخالفت فعل الأكثر ين الأكارم
ولو كان جدّاك الّلذان تتابعا ... ببدرٍ لما راما ضيع الألائم
فقال إبراهيم بن النعمان يردّ عليه:
ما تركت عشرون ألفًا لقائل ... مقالًا فلا تحفل ملامة لائم
وإن أك قد زوّجت مولى فقد مضت ... به سنّةٌ قبلي وحبّ الدّراهم
للقلاخ بن حزن يخاطب يحيى بن أبي حفصة ورد يحيي عليه
وتزوّج يحيى بن أبي حفصة وهو مروان الشاعر، ويزعم النسّابون أن أباه كان يهوديًا أسلم على يدي عثمان بن عفان ﵁، وكان يحيى من أجود الناس، وكان ذا يسار، فتزوج خولة بنت مقاتل بن طلبة١ بن قيس بن عاصم سيد الوبر بن سنان بن خالد بن منقر، ومهرها خرقًا، ففي ذلك يقول القلاخ بن حزنٍ:
لم أر أثوابًا أجرّ لخزيةٍ ... وألأم مكسوًا وألأم كاسيا
من الخرق الّلاتي صببن عليكم ... بحجرٍ فكنّ المبقيات البواليا
فقال يحيى بن أبي حفصة يجيبه:
تجاوزت حزنًا رغبةً عن بناته ... وأدركت قيسًا ثانيًا من عنانيا
يقال ذلك للسّابق إذا تقدّم تقدّمًا بيّنًا فبلغ الغاية، فمن شأنه أن يثني عنانه فينظر إلى الخيل، وقال الشاعر:
فمن يفخر بمثل أبي وجدّي ... يجيء قبل السّوابق وهو ثاني
يريد ثاني عنانه، وقال القلاح في هذه القصة:
نبّئت خولة قالت حين أنكحها ... لطالما كنت منك العار أنتظر
أنكحت عبدين ترجو فضل مالهما ... في فيك ممّا رجوت الترب والحجر
١ زيادات ر: "الرواية المشهورة بإسكان اللام، وتسامح ابن سراج في فتح اللام".
2 / 56