262

الكامل في للغة والأدب

محقق

محمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر

دار الفكر العربي

رقم الإصدار

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

سنة النشر

١٩٩٧ م

مكان النشر

القاهرة

أما قوله: "في العير" فهي عير قريش التي أقبل بها أبو سفيان من الشأم فنهد إليها رسول الله ﷺ وندب إليها المسلمين، وقال: "لعل الله ينفلكموها"، فكانت وقعة بدر، وساحل أبو سفيان بالعير، فكانت الغنيمة ببدر، كما قال الله ﷿: ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ﴾ ١. أي غير الحرب، فلما ظفر رسول الله ﷺ بأهل بدر، قال المسلمون: انهد بنا٢ يا رسول الله إلى العير، فقال العباس ﵀: إنما وعدكم الله إحدى الطائفتين.
وأما النفير فمن نفر من قريش ليدفع عن العير، فجاؤوا فكانت وقعة بدر، وكان شيخ القوم عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وهو جد خالد من قبل جدته هند، أم معاوية بنت عتبة، ومن أمثال العرب:
لست في العير يوم يحدون ... بالعير ولا في النفير يوم النفير
ثم اتسع هذا المثل حتى صار يقال لمن لا يصلح لخير ولا لشر ولا يحفل به: لا في العير، ولا في النفير.
وقوله: "غنيمات، وحبيلات" يعني أن رسول الله ﷺ لما أطرد الحكم بن أبي العاصي بن أمية. وهو جد عبد الملك بن مروان لجأ إلى الطائف، فكان يرعى غنيمات، ويأوي إلى حبيلة وهي الكرمة.
وقوله: "رحم الله عثمان": أي لرده إياه.
وقولنا" أطرده": أي جعله طريدًا، وطرده: نحاه، كما تقول حمدته: أي شكرته، وأحمدته: أي صادفته محمودًا. وكان عثمان ﵀ استأذن رسول الله ﷺ في رده متى أفضى الأمر إليه، روى ذلك الفقهاء.

١ سورة الأنفال: ٧.
٢ نهد ونهض كلاهما بمعنى واحد.

1 / 265