ثم نحن نبين الآن ونوضح بعد هذا كله أن التشاكل بين الأنبياء والأئمة بين واضح فيلزمهم أنهم حجج الله على الخلق كما كانت الأنبياء حججه على العباد وفرض طاعتهم لازم كلزوم فرض طاعة الأنبياء وذلك قول الله عز وجل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم وقوله تعالى ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فولاة الأمر هم الأوصياء والأئمة بعد الرسول(ص)وقد قرن الله طاعتهم بطاعة الرسول وأوجب على العباد من فرضهم ما أوجبه من فرض الرسول كما أوجب على العباد من طاعة الرسول ما أوجبه عليهم من طاعته عز وجل في قوله أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ثم قال من يطع الرسول فقد أطاع الله وإذا كانت الأئمة(ع)حجج الله على من لم يلحق بالرسول ولم يشاهده وعلى من خلفه من بعده كما كان الرسول حجة على من لم يشاهده في عصره لزم من طاعة الأئمة ما لزم من طاعة الرسول محمد(ص)فقد تشاكلوا واستقام القياس فيهم وإن كان الرسول أفضل من الأئمة فقد تشاكلوا في الحجة والاسم والفعل والفرض إذ كان الله جل ثناؤه قد سمى الرسل أئمة بقوله لإبراهيم إني جاعلك للناس إماما وقد أخبرنا الله تبارك وتعالى أنه قد فضل الأنبياء والرسل بعضهم على بعض فقال تبارك وتعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله الآية وقال ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض الآية فتشاكل الأنبياء في النبوة وإن كان بعضهم أفضل من بعض وكذلك تشاكل الأنبياء والأوصياء فمن قاس حال الأئمة بحال الأنبياء واستشهد بفعل الأنبياء على فعل الأئمة فقد أصاب في قياسه واستقام له استشهاده بالذي وصفناه من تشاكل الأنبياء والأوصياء ع.
صفحة ٢٤