كان يكفي أن أتأمل تعاسة أبناء وطني، حين يبحثون عن العلاج، أو عن مسكن، أو عن وسيلة اتصال ...
كان يكفي أن أتأمل انهيار آمالنا الوطنية والقومية، منذ أن صعدت لتناطح أقدم إمبراطوريات الأرض، حتى هبطت إلى حضيض «إزالة آثار العدوان»، بعد أن أصابتنا هزيمة نكراء على يد دولة عميلة هزيلة، يسكنها خليط لا يزيد مجموعه عن سكان بلدة متوسطة في وطني ...
كان يكفي أن أرى طائرات العدو، تمرح فوق سماء بغداد، وجيوشه تصول وتجول في شوارع بيروت ...
كان يكفي أن أتأمل هذا كله لكي أتساءل: ما الذي حدث؟ ولكي أجد نفسي مدفوعا بقوة عارمة إلى تسوية الحساب، لا مع هيكل بالذات، بل مع كل القيم وأساليب الفكر والحكم التي كان يجسدها ويبررها ...
كان يكفي أن أتأمل هذا كله لكي أغضب، ولكن غضبي لم يكن وليد خريف عاصف، بل كان عمره أطول بكثير ...
صفحة غير معروفة