205

كليلة ودمنة

الناشر

المطبعة الأميرية ببولاق - القاهرة

رقم الإصدار

السابعة عشرة ١٣٥٥ هـ

سنة النشر

١٩٣٦ م

مكان النشر

١٩٣٧

تصانيف

البلاغة
فلما قضى البوم مقالته، ولىّ مغضبًا، فأخبر ملك البوم بما جرى وبكل ما كان منقول الغراب، ثم إن الغراب ندم على ما فرط منه، وقال: والله لقد خرقت في قولي الذي جلبت به العداوة والبغضاء على نفسي وقومي! وليتني لم أخبر الكراكي بهذه الحال! ولا أعلمتها بهذا الأمر! ولعل أكثر الطير قد رأى أكثر مما رأيت، وعلم أضعاف ما علمت، فمنعها من الكلام بمثل ما اتقاء ما لم أتق، والنظر فيما لم أنظر فيه من حذار العواقب، لا سيما إذا كان الكلام أفظع كلام، يلقى منه سامعه وقائله المكروه مما يورث الحقد والضغينة، فلا ينبغي لأشباه هذا الكلام، أن تسمى كلامًا، ولكن سهامًا. والعاقل، وإن كان واثقًا بقوته وفضله، لا ينبغي أن يحمل ذلك على أن يجلب العداوة على نفسه اتكالًا على ما عنده من الرأي والقوة، كما أنه وإن كان عنده الترياق لا ينبغي له أن يشرب السم اتكالًا على ما عنده. وصاحب

1 / 213