119

كليلة ودمنة

الناشر

المطبعة الأميرية ببولاق - القاهرة

رقم الإصدار

السابعة عشرة ١٣٥٥ هـ

سنة النشر

١٩٣٦ م

مكان النشر

١٩٣٧

تصانيف

البلاغة
على شتربة كالكئيب الحزين. فلما رآه الثور رحب به، وقال: كان سبب انقطاعك عني؟ فإني لم أرك منذ أيامٍ؛ ولعلك في سلامةٍ! قال دمنة: ومتى كان أهل السلامة من لا يملك نفسه، وأمره بيد غيره ممن لا يوثق به، ولا ينفك على خطرٍ وخوفٍ. حتى ما من ساعة تمر ويأمن فيها على نفسه. قال شتربة: وما الذي حدث؟ قال دمنة: حدث ما قدر وهو كائنٌ. ومن ذا الذي غالب القدر؟ ومن ذا الذي بلغ من الدنيا جسيمًا من الأمور فلم يبطر؟ ومن ذا الذي بلغ منياه فلم يغتر؟ ومن ذا الذي تبع هواه فلم يخسر؟ ومن ذا الذي طلب من اللئام فلم يحرم؟ ومن ذا الذي خالط الأشرار فسلم؟ ومن ذا الذي صحب السلطان فذام له منه الأمن والإحسان؟ قال شتربة: إني أسمع منك كلامًا يدل على أنه قد رابك من الأسد ريبٌ، وهالك منه أمرٌ. قال دمنة: أجل، لقد رابني منه ذلك، وليس هو في أمر نفسي، قال شتربة: ففي نفس من رابك؟ قال دمنة: قد تعلم ما بيني

1 / 127