140

الكلام على مسألة السماع

محقق

محمد عزير شمس

الناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

مكان النشر

دار ابن حزم (بيروت)

تصانيف

فيا عجبًا أي إيمان يثمر من سماع أبيات طالما عُصي الله بها في الأرض؟ والأغلب من حال قائلها أنَّه قالها وتغزل بها في محرم، كما هو حال أكثر الشعراء الذين يتغنى بأشعارهم، لا سيَّما (^١) وقد غلب على سماع الناس التغزلُ بالذكور، وذكر محاسنهم، وما يدعو إلى ما لعن الله عليه فاعله وغضب عليه، وكان غناء الناس قديمًا كله في الإناث، ثمّ خسفَ الله بعقول المتأخرين وقلوبهم، فصار غناؤهم في الذكور، ووصف محاسنهم وقدودهم وشعورهم وخصورهم. فيا عجبًا! أي إيمان وأي حال صحيح يحدث عند سماع قول المغني المليح الصورة أو المليحة بين تلك المواصيل والدفوف والألحان؟ (^٢).
تبَّت يَدَا عاذلي فيه ووَجنتُه ... حَمَّالة الوردِ لا حَمَّالة الحطَبِ (^٣)
وقوله (^٤):
ذهبيُّ اللونِ تحسبُ من ... وجنتيهِ النارُ تقتدحُ (^٥)
خوَّفوني من فضيحتهِ ... ليتَه وافَى وأَفتضِحُ

(^١) في الأصل: "سيما". والمثبت من ك.
(^٢) بعدها في ع: "وقوله" زيادة لا حاجة إليها.
(^٣) البيت لابن سهل في "ديوانه" (١/ ١٦) ولابن الوردي في "خزانة الأدب" لابن حجة (٢/ ١٠٥).
(^٤) "وقوله" ليست في ع. والبيتان لكشاجم في ديوانه (ص ٦٩)، وبلا نسبة في "تفسير القرطبي" (١٣/ ٨٠) و"تلبيس إبليس" (ص ٢٢٦، ٢٤٦).
(^٥) في الأصل: "تنقدح". والمثبت من ع، ك.

1 / 78