جزء من تخريج أحمد بن عبد الواحد البخاري
الناشر
مخطوط نُشر في برنامج جوامع الكلم المجاني التابع لموقع الشبكة الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠٠٤
تصانيف
١٨ - أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، كِتَابَةً، أنبا أَبُو الْفَتْحِ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أنبا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ، أنبا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحِنَّائِيُّ، أنبا أَبُو الْقَاسِمِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَتَلِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو مُحَّمَدٍ وَهْبُ بْنُ مَنْصُورٍ الْوَرَّاقُ، ثنا الْيَمَانُ أَبُو الْحَسَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حِمْيَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " إِنَّ أَصْحَابَ الْكَبَائِرِ مِنْ مُوَحِّدِي الأُمَمِ كُلِّهَا الَّذِينَ مَاتُوا عَلَى كَبَائِرِهِمْ غَيْرَ تَائِبِينَ وَلا نَادِمِينَ، مَنْ دَخَلَ النَّارَ مِنْهُمْ مِنَ الْبَابِ الأَوَّلِ مِنْ جَهَنَّمَ لا تُزَرَّقُ أَعْيُنُهُمْ، وَلا تُسَوَّدُ وُجُوهُهُمْ، وَلا يُقَرَّنُونَ بِالشَّيَاطِينَ، وَلا يُغَلُّونَ بِالسَّلاسِلِ، وَلا يُجْرَعُونَ الْحَمِيمَ، وَلا يُلْبَسُونَ الْقَطِرَانَ، مِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى قَدَمَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى حَنْجَرَتِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى عُنُقِهِ، عَلَى قَدْرِ ذُنُوبِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ، حَرَّمَ اللَّهُ أَجْسَادَهُمْ عَلَى الْخُلُودِ مِنْ أَجْلِ التَّوْحِيدِ، وَصَوَّرَهُمْ عَلَى النَّارِ مِنْ أَجْلِ السُّجُودِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا شَهْرٌا ثُمَّ يَخْرُجُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْكُثُ فِيهَا سَنَةً، وَأَكْثَرُهُمْ فِيهَا مُكْثًا بِقَدْرِ الدُّنْيَا مُنْذُ خُلِقَتْ إِلَى يَوْمِ تَفْنَى، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْحَمَهُمْ وَيُخْرِجَهُمْ، قَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، وَمَنْ فِي النَّارِ مِنْ أَهْلِ الأَدْيَانِ لِمَنْ فِي النَّارِ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ: آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، فَأَنْتُمْ وَنَحْنُ الْيَوْمَ فِي النَّارِ سَوَاءٌ، قَالَ: فَيَغْضَبُ اللَّهُ ﵎ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْهُ لِشَيْءٍ فِيمَا مَضَى، فَيُخْرِجُهُمْ إِلَى عَيْنٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالصِّرَاطِ، فَيَنْبُتُونَ فِيهَا كَنَبَاتِ الطَّرَاثِيثِ، أَوْ كَنَبَاتِ الْحَبَّةِ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ مِمَّا يَلِي الشَّمْسَ مِنْهُ أَحْمَرُ، وَمَا يَلِي الظِّلَّ مِنْهُ أَخْضَرُ، وَمَا يَلِي الطَّلَّ مِنْهُ أَصْفَرُ، ثُمَّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ مَكْتُوبًا فِي جِبَاهِهِمْ: هَؤُلاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ ﷿ مِنَ النَّارِ، فَيَمْكُثُونَ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ﷿، ثُمَّ يَسْأَلُونَ اللَّهَ ﷿ أَنْ يَمْحُوَ عَنْهُمْ ذَلِكَ الاسْمَ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ ﷿ إِلَيْهِمْ مَلَكًا فَيَمْحُوهُ عَنْهُمْ، يَقُولُ اللَّهُ ﷿ لأَهْلِ الْجَنَّةِ: «اطَّلِعُوا إِلَى مَنْ بَقِيَ فِي النَّارِ» .
فَيَطَّلِعُونَ، فَيَقُولُونَ: ﴿مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ﴾ [المدثر: ٤٢]
بَعْدَ خُرُوجِ النَّاسِ مِنْهَا: ﴿قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾ [المدثر: ٤٣]، أَيْ إِنَّا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ، وَلَوْ كُنَّا مِنْهُمْ لَخَرَجْنَا مَعَهُمْ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ بِمَسَامِيرَ مِنْ نَارٍ، وَأَطْبَاقٍ مِنْ نَارٍ فَيُطْبِقُونَهَا بِتِلْكَ الأَطْبَاقِ، وَيُسْمِرُونَهَا بِتِلْكَ الْمَسَامِيرِ، فَيَتَنَاسَاهُمُ الْجَبَّارُ عَلَى عَرْشِهِ، وَيَشْتَغِلُ عَنْهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ بِنَعِيمِهِمْ وَلَذَّتِهِمْ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ ﷿: ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾ [الحجر: ٢]
1 / 19