المبحث الثاني: في التعريف بهذا الجزء
هذا جزء يتضمن بعض الأحاديث الواردة في الصلاة على النبي ﷺ من رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن النبي ﷺ، تخريج الإمام علي ابن المفضل عن شيوخه.
تكمن أهمية هذا الجزء في أنه أثر من آثار الإمام علي بن المفضل النادرة التي لها منهج مُتميّز، فهو لا يكتفي بسرد الأحاديث دون أن يحكم عليها بعد تخريجها بل نجده كلما روى حديثًا في كتابه ذيّله بالحكم عليه مبينًا درجته من حيث الصحة؛ لأنه كالمستخرج على الصحيحين فيقول: “هذا حديث صحيح ثابت متفق عليه من حديث فلان”، وغير ذلك من الألفاظ التي تدل على التصحيح.
أما التضعيف فلم يضعف الإمام المقدسي أحاديث في كتابه هذا لأن الغالب على الأحاديث التي أوردها هنا هي إما في البخاري ومسلم أو في أحدهما إلا أحاديث قليلة ليست فيهما ساقها للمتابعات والشواهد، وبعد حكمه على سند الحديث يتوجّه إلى تخريجه؛ وذلك بعزوه إلى البخاري ومسلم فيقول: (انفرد به مسلم) أو (انفرد به البخاري)، ويُعنى ببيان طرق الحديث وقد يقول عن حديث متفق عليه: “هذا حديث حسن صحيح ثابت متفق عليه من رواية أبي بسطام شعبة بن الحجاج، وأبي سلمة مسعر بن كدام الهلالي، وانفرد مسلم بحديث مالك بن مغول وسليمان الأعمش عن الحكم بن عُتيبة”.
وبعد أن ساق الروايات قال: “فهذه طرق هذا الحديث من صحيحي البخاري ومسلم رحمة الله عليهما من رواية الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب ابن عجرة” ثم أتبع ذلك برواية عبد الله بن عيسى عن ابن أبي ليلى، وعقب على هذه الرواية بقوله: “انفرد به البخاري دون مسلم في صحيحه بهذا الإسناد، وليس في الصحيحين طريق سوى ما ذكرنا”.
1 / 184