المبحث الثاني: منزلته العلمية
قال عنه تلميذه الحافظ المنذري: “حدّث بالحرمين الشريفين، والإسكندرية، ومصر، وغيرها. وناب في الحكم للعزيز١ بالإسكندرية ودرّس بها بالمدرسة المعروفة به، ودرّس بالقاهرة بالمدرسة الصاحبية ٢ إلى حين وفاته”٣.
أما ابن خلكان فقد قال عنه: “كان فقيهًا فاضلًا في مذهب الإمام مالك ﵁، ومن أكابر الحفاظ المشاهير في الحديث وعلومه، وكان ينوب في الحكم بثغر الإسكندرية المحروس، ودرّس به بالمدرسة المعروفة هناك، ثم انتقل إلى مدينة القاهرة المحروسة ودرّس بها بالمدرسة الصاحبيّة وهي مدرسة الوزير صفي الدين أبي محمد عبد الله بن علي المعروف بابن شكر، إلى حين وفاته” ٤.
وقال الذهبي: “كان من أئمة المذهب العارفين به ومن حفاظ الحديث”٥. وقال الحافظ ابن كثير: “كان مدرسًا للمالكية بالإسكندرية وناب في الحكم بها” ٦.
_________
١ هو السلطان الملك العزيز أبو الفتح عماد الدين بن السلطان صلاح الدين الأيوبي، له ترجمة في السير ٢١/٢٩١، وفيها أنه توفي سنة (٥٩٥هـ)، وكان المصنف واليًا –من قبله- على الإسكندرية في فترة من الفترات.
٢ هي مدرسة أنشأها الصاحب صفي الدين بن شكر وزير الملك العادل. انظر الذيل على رفع الإصر، أو: بغية العلماء والرواة ص٤٩٢.
٣ التكملة لوفيات النقلة: ٢/٣٠٧.
٤ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لابن خلكان: ٣/٢٩٠.
٥ تذكرة الحفاظ: ١٣٩٠، والسير: ٢٢/٦٦.
٦ البداية والنهاية: ١٣/٦٤.
1 / 172