جزء فيه من حديث أبي الحسن علي بن حرب الطائي الموصلي
برواية أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام البلدي عنه رضي الله عنه.
وأبي منصور محمد، وأبي عبد الله أحمد ابني الحسين بن سهل بن خليفة الصباح البلديان عنه.
وبرواية الشيخ الأجل أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الصوفي رضي الله عنه.
عنه الطاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي الخشوعي القرشي، نفعه الله بالعلم ولجميع المسلمين آمين رب العالمين.
سماع الشيخ الأمين ابن الأكفاني، وفيه حديث نضلة عن وصي عيسى بن مريم.
أخبرنا به جماعة من شيوخنا
وكتب يوسف بن حسن بن عبد الهادي.
صفحة ١
الشيخ الجليل أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد قراءة عليه في داره وأنا أسمع وهو يسمع في شهر شعبان سنة سبع وخمسين وأربع مائة قيل له أخبركم الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر - رحمه الله - ح. أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصائدي - رحمه الله - قال: ثنا يزيد بن عبد الصمد قال: ثنا أبو مسهر، قال: حدثنا سعيد، أن كعب الأحبار، قال لهزان بن مالك الكلابي، يا هزان هل تدري ما يقول الميت إذا وضع على نعشه؟ قال: لا، قال: يقول: يا إخواني، ويا جيراني، ويا حملتي لا يلعبن بكم الدهر كما لعب بي، إني تركت مالي وما جمعت لورثتي، ولم يحملوا عنى من خطيئتي، وإن خاصمتهم إلى الديان يخصموني.
صفحة ١
بسم الله الرحمن الرحيم
الله يسهل ويعن
حدثنا الشيخ الفاضل أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني الصوفي بقراءته علينا من لفظه في شهر شعبان من سنة سبع وخمسين وأربع مائة، قال: قرأت على أبي منصور محمد، وأبي عبد الله أحمد ابني الحسين بن سهل بن خليفة بن محمد المعروفين (. . .) (1) الصباح البلديين (. . . .) (2) الجامع يوم الجمعة بعد الصلاة لثمان وعشرين خلون من ربيع الآخر سنة سبع عشر وأربع مائة، قلت لهما حدثكما أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام ، قال:
1 - حدثنا أبو الحسن علي بن حرب الطائي، قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عن ابن عمر قال قيل لعمر بن الخطاب: ألا تستخلف فقال: إن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر رضي الله عنه.
صفحة ١
2 - ثنا علي بن حرب، قال: حدثنا يعلى بن عبيد، قال: حدثنا أبو حيان التميمي، عن الشعبي، عن ابن عمر قال: خطب عمر على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، ثم قال: أما بعد، فإن الخمر نزل تحريمها على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم نزل وهي من خمسة أشياء: من العنب، والتمر، والعسل، والحنطة، والشعير، والخمر ما خامر العقل ثلاثا، وددت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا عهد انتهى إليه: الجد، والكلالة، وأبواب من أبواب الربا.
صفحة ٢
3 - حدثنا علي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عمر بن الخطاب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد الله ورسوله.
صفحة ٣
4 - ثنا علي بن حرب، قال: ثنا عبد الله بن إدريس، قال: ثنا ابن جريج، عن عبد الرحمن بن أبي عمار، عن عبد الله بن بابيه، عن يعلى بن أمية، قلت لعمر بن الخطاب: {فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة}، قال: عجبت مما عجبت منه، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: صدقة تصدق بها الله عز وجل عليكم.
صفحة ٤
5 - حدثنا علي بن حرب، قال: ثنا عبد العزيز بن عبد الله المدني، قال: ثنا يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النوفلي، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، عن عمر بن الخطاب، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يزوج أحدا من بناته جاءها من وراء الحجاب فيقول لها: يا بنية إن فلانا خطبك فإن كرهتيه فقولي لا، فإنه (ق76ب) لا يستحي أحد أن يقول: لا وإن رضيت فإن سكاتك إقرار.
صفحة ٥
6 - حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: حدثنا يزيد بن عبد الملك، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، عن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النظر إلى المغنية حرام وغناءها حرام، وثمنها كثمن الكلب، وثمن الكلب سحت، ومن نبت لحمه من السحت، فإلى النار.
صفحة ٦
7 - حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن عاصم، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: صلى النبي عليه السلام إحدى صلاتي العشاء ركعتين، ثم سلم فذهب سرعان الناس، فقالوا قصرت الصلاة، فقام النبي صلى الله عيه وسلم إلى عود فوضع يده عليه، وعرف في وجهه الغضب، وفي القوم أبو بكر وعمر فهاباه أن يكلماه فقام إليه ذو اليدين أو ذو الثديين، فقال: يا رسول الله، أقصرت الصلاة أم نسيت، فقال: ما قصرت الصلاة، وما أعلم أني نسيت، فقال: بلى يا رسول الله، فقال للقوم: أحق ما يقول؟ فقالوا: صدق، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين، ثم سلم، ثم كبر، فسجد مثل سجوده، أو أطول، ثم رفع رأسه، ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه فكبر، قال أبو قلابة: ثم سلم.
صفحة ٧
8 - حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، قال: حدثنا محمد بن عمر، وعن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار.
صفحة ٨
9 - حدثنا علي بن حرب، قال: ثنا المحاربي، قال: ثنا محمد بن عوف، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تورم قدماه، فقيل: أي رسول الله، تصنع هذا وقد جاءك من الله عز وجل أن قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا.
صفحة ٩
10 - ثنا علي بن حرب، قال: ثنا المحاربي، قال: حدثنا عاصم، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أتى أحدكم أهله وهو يريد أن يعاود فليتوضأ وضوءه للصلاة.
صفحة ١٠
11 - حدثنا علي بن حرب، قال: ثنا المحاربي، عن مطرح، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة (ق77أ) قال: استطال أبو بكر ذات يوم على عمر فقام عمر مغضبا، فقام أبو بكر فأخذ بطرف ثوبه فجعل يقول: ارض عني، واعف عني، عفا الله عنك، حتى دخل عمر الدار، وأغلق الدار دون أبي بكر ولم يكلمه، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب لأبي بكر فلما صلى الظهر جاء عمر فجلس بين يديه فصرف النبي صلى الله عليه وسلم وجهه عنه فتحول يمينا فصرف وجهه عنه، ثم تحول عن يساره فصرف وجهه عنه، فلما رأى ذلك ارتعد وبكى، ثم قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أرى إعراضك عني وقد علمت أنك لم تفعل هذا إلا لأمر قد بلغك عني موجدة علي في نفسك وما خير حياتي وأنت علي ساخط، والذي بعثك بالحق ما أحب أن أبقى في الدنيا وأنت علي ساخط، وفي نفسك علي شيء، فقال أنت القائل لأبي بكر كذا وكذا ثم يعتذر إليك فلا تقبل منه، ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله جل وعز بعثني إليكم جميعا فقلتم كذبت، وقال صاحبي: صدقت، فهل أنتم تاركو لي صاحبي فهل أنتم تاركو لي صاحبي، فهل أنتم تاركو لي صاحبي ثلاثا، فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا وبالإسلام دينا، وتحمر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حمر، فقام أبو بكر فقال والله لأنا بدأته ولأنا كنت أظلم، فأقبل عمر على أبي بكر فقال: ارض عني رضي الله عنك، فقال أبو بكر: يغفر الله لك، فذهب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبه.
صفحة ١١
12 - ثنا علي بن حرب، قال: حدثنا وهب بن جرير بن حازم أبو العباس، عن الزبير بن الحارث، عن أبي لبيد لمازة بن زبان، قال: خرج بيرح بن أسد الطاحي مهاجرا، فقدم المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقام فرآه عمر بن الخطاب في بعض سكك المدينة، فقال له: من أنت؟ فقال: من أهل عمان، فأخذ بيده، فأتى به أبا بكر، فقال: يا خليفة رسول الله، هذا من أهل الأرض التي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني لأعرف أرضا ينضح بناحيتها البحر يقال لها عمان، بها حي من العرب لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم، ولا حجر.
صفحة ١٢
13 - ثنا علي، قال: ثنا أبو معاوية الضرير، قال: ثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي برزة قال: تغيظ أبو بكر على رجل، فقلت: من هو يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ولم؟ قلت: لأضرب عنقه، قال: وكنت فاعلا؟ قلت (ق77ب): نعم إن أمرتني بذلك، قال: فلا والله، لأذهب عظم كلامي مائة، ثم قال: ما كانت لأحد بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
صفحة ١٣
14 - حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا المحاربي، عن ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، عن عقبة بن عامر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأن أمشي على جمرة، أو على سيف، أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم، وما أبالي أوسط القبور قضيت حاجتي، أو وسط السوق.
صفحة ١٤
15 - حدثنا علي بن حرب، قال: ثنا المحاربي، قال: حدثنا عمار بن سيف، عن أبي معاذ، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استعيذوا بالله من جب الحزن، قالوا: يا رسول الله، وما جب الحزن؟ قال: واد في جهنم، تعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة، قيل: ومن يدخله، يا رسول الله؟ قال: أعده الله عز وجل للقراء المرائين بأعمالهم، وإن من أبغض القراء إلى الله عز وجل الذين يزورون الأمراء الجورة.
صفحة ١٥
16 - حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا المحاربي، قال: حدثنا جبريل بن أحمر، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: إن عندي ميراث رجل من الأزد، وليس أجد أزديا أدفعه إليه، قال: اذهب فالتمس أزديا حولا، فأتاه بعد الحول، فقال: يا رسول الله - صلى الله عليه - ما أجد أزديا أدفعه إليه، قال: اذهب فانظر أكبر خزاعة أدفعه إليه.
صفحة ١٦
17 - حدثنا المحاربي، قال: حدثنا عمر بن ناجية الفزاري، عن أبي رافع، عن عمر بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من صلى ما بين المغرب والعشاء عشرين ركعة يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب حفظ الله عز وجل له أهله وماله ودينه ودنياه وآخرته.
صفحة ١٧
18 - حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا المحاربي، عن عنبسة بن عبد الواحد القرشي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من وافق جوعه مؤمنا فأشبعه أدخله الله عز وجل بها الجنة.
صفحة ١٨