ولم يكن هناك وقت، سلمت فوزية وأسرعت خارجة وظل بدير جالسا في مكانه.
وما كاد الباب يغلق حتى دق الجرس وفتح حمزة، كانت فوزية. - أنا نسيت حاجة، نسيت آخد الشنطة . - تخديها ازاي ؟ مش ممكن. - والله مش عايزة نقاش كتير، حاخدها يعني حاخدها. - توديها فين؟ - عندنا. - عندكم، بس؟ - عندنا كويس جدا.
ورأى حمزة من تصميمها ومن نظراتها أنها لن تتزحزح عن قرارها.
فمضى إلى حجرة النوم وعاد حاملا الحقيبة الكبيرة، وكان بدير ينظر ولا يتدخل ولكنه قال: الله! إيه الحكاية؟
فقال حمزة: أصل سميحة حتاخد هدومي عندها. - وليه؟ وده يصح ما هو ده بيتك يا أخي. - لا أصل الهدوم عايزة غسيل، و... - ما الغسالة اللي بالكهرباء هنا، أهه، أغسلهملك دلوقتي. - لا، لا، معلش، كده أحسن.
وردت فوزية: معلش يا أستاذ بدير علشان خاطري.
فقال بدير: يا ستي الغسالة هنا والله، في نص ساعة تغسل ياما. - معلش، المرة الجاية. - آه، الظاهر دي بقى والله حاجات خاصة ما أعرفهاش، انتوا أحرار.
وشدت فوزية على يد بدير، ولمعت عيناه كثيرا وقبضتها القوية تغوص في أصابعه المنتفخة بالسمنة.
وعاد حمزة بعد أن أوصل فوزية وأركبها عربة، وما كاد يغلق الباب وراءه حتى ابتسم بدير ابتسامة حملها كل ما يملكه جسده الضخم من مكر، وقام واقفا وأمسك بكتف حمزة قائلا: قوللي بقى يا شاطر، كنتوا بتعملوا ايه؟ أظن حتقوللي درس؟
وابتسم حمزة في رثاء ولم يجب، فاستأنف بدير جادا هذه المرة: صحيح قول لي يا حمزة، وصلت معاها لفين؟ - هي مين؟ - إحنا حنلف على بعض؟ وصلت واللا ما وصلتش؟ - يا جدع بلاش هزار في الحاجات دي. - بستها؟ أنا ميهمنيش حتى إذا كنت وصلت إلى ما بعد البوسة. - يا بدير بطل كلام فارغ. - وحياة أبوك لانت قايل، عملت معاها إيه؟
صفحة غير معروفة