واترك الحب بالتي
سنوات عجاف
انتهى الاتفاق بين القباني والعالمة ليلى، فاختفت أخبار القباني ثلاثة أشهر، ثم عادت في النصف الثاني من سنة 1890م تخبرنا بأن فرقته تجوب إقليمي صعيد مصر (المنيا والفيوم) عارضة مسرحيات متنوعة من رصيدها الدرامي، بطولة الممثلتين الشقيقتين مريم ولبيبة سماط.
183
وفي هذه الفترة تألقت عدة فرق مسرحية، فشعر القباني بعد استطاعته منافستها، فترك مصر وعاد إلى سورية، ولم ينجح في العودة إلى مصر وممارسة نشاطه المسرحي طوال أربع سنوات (1890-1894م)، وهذا الغياب الطويل غير المسبوق،
184
جعل الفرق المنافسة الأخرى تزداد تألقا، فكان من الصعب على القباني العودة مبكرا ومجاراة تقدم هذه الفرقة وتألقها أو حتى قدرته على امتلاك عناصر نجاحها!
فعلى سبيل المثال نجد فرقة إسكندر فرح - أكبر الفرق المسرحية المتألقة في هذه الفترة (1890-1894م) - امتلكت أهم عنصر من عناصر النجاح المسرحي، وهو وجود الشيخ سلامة حجازي مطربا وممثلا. كذلك امتلاكها لدار عرض مسرحي خاص بها، وهي مسرح شارع عبد العزيز، المميز بوجود ألواج مغطاة للحريم، واحتكارها لنصوص أشهر كتاب المسرح في القرن التاسع عشر، وهو نجيب الحداد. هذا بالإضافة إلى غناء المطربة سيدة السويسية،
185
وعروض الفرقة في دار الأوبرا الخديوية، وعرض الفصول المضحكة بعد العروض الأساسية، وبيع النص المسرحي المطبوع مع التذاكر قبل رؤيته معروضا داخل المسرح ... إلخ.
صفحة غير معروفة