أو صورة الروح أبدتها لي الفكر
أو صورة مثلت في النفس من أملي
فقد تحير في إدراكها البصر
لو لم يكن كل هذا في حادثة
أتى بها سببا في حتفي القدر
ومن مظاهر تقدم القباني في أسلوبه المسرحي - الداعم لمنهج رسالته - تلطيف جفاف الصنعة اللفظية، باحتفاظه بالسجع شكلا، ومعاصرة معانيه مضمونا، ورقة مفرداته إيحاء، وشرح النثر شعرا. مثال ذلك قول الأمير لوالده الملك:
109 «مذاهب العشق يا والدي تختلف، يدركها كل مشوق كلف؛ فقد يكون باللمس ويكون بالنظر، ويكون باستحسان بعض الصور، ويكون يا والدي بالسماع، فيوقع بالمحب في النزاع، وقد يكون بمجرد الوصف، فيورد العاشق موارد الحتف، ومنهم من أصابه في الأحلام، فانتبه مرعوبا من الوجد والهيام، ومنهم من عشق باللثم، فكابد كل غم وهم، وقد يكون العشق اختياري، ويكون بمسارقة النظر اضطراري، وللعشق يا والدي مراتب وأحكام، يعرفها كل من عشق فهام، والخلاصة يا والدي الحنون، أن الجنون فيه فنون.
جنون العشق والبلوى فنون
إذا عبثت بذي لب عيون
وتلك عن القلوب لها حديث
صفحة غير معروفة