98
ولم يبق أمامنا من ثم غير القبول - مبدئيا - بأن مترجمها محمد المغربي. وعندما اطلعنا على ترجمته وجدناها مسرحية في خمسة فصول، تدور أحداثها في فلورنسا، وشخصيتها النسائية الوحيدة اسمها «لويزا».
99
رغم أن النص الممثل - من قبل القباني - عام 1884م كان في ثلاثة فصول، وأحداثه تدور في فارس، وبه شخصية نسائية اسمها «شرارة».
100
وهذه الاختلافات تدفعنا إلى القول بأن القباني ربما كتب مسرحية باسم «الخل الوفي» - وهي من نصوصه الضائعة، وما أكثرها - تختلف عن المسرحية التي ترجمها محمد المغربي ونشرها بالاسم نفسه فيما بعد، خصوصا أن معظم أحداثها تدور في الكنائس والأديرة، ومنظرها المتكرر في معظم فصولها به تمثال للسيدة العذراء مريم
101 - رضوان الله عليها - وهذه الأمور لم يألف القباني كتابتها من قبل، ولن يكتب عنها فيما بعد.
ست مسرحيات تراثية عربية استطاع القباني تقديمها - في مقهى الدانوب - في أول أسبوع منذ قدومه إلى مصر، عبرت عن مدى التزامه بإظهار التراث في صوره المشرقة، وتمسكه بمفردات رسالته المسرحية. كما أبانت عن نجاحه في تحقيق هدفه، من خلال أدوات منهجه المستخدمة في التطبيق، مثل: نظم الشعر، وتأليف الأغاني، والألحان المتنوعة، وتشكيلات رقص السماح ... إلخ. وهذه المسرحيات الست شكلت - في الوقت نفسه - رصيده الدرامي الناجح،
102
الذي ستعتمد عليه فرقته سنوات طويلة.
صفحة غير معروفة