87
ونماذج هذا الأسلوب كثيرة في النص، مما يدل على أن القباني كتبه بأسلوب أدبي - كمحاولة أولى - قبل أن يمارس تمثيله بصورة مسرحية عملية.
أما الصياغة الشعرية في المسرحية، فالقباني لم يكن في مستواه المعهود الذي رأيناه في مسرحياته السابقة، مما يشير إلى أن «ناكر الجميل» كانت بداية مبكرة لممارسته الكتابة المسرحية ونظم أحداثها شعرا، فالقباني لم ينظم أشعارا من تأليفه بقدر ما اقتبس من أشعار الآخرين! كما أنه لم يستخدم أسلوبه المتبع في دمج تآليفه الشعرية داخل نسيج أبيات الآخرين المقتبسة. ويمكن تفسير ذلك بأن كثرة اقتباساته الشعرية مرجعها أنها أبيات صارت - في الأدب العربي ووجدان شعوبه - حكما وأمثالا وأقوالا مأثورة، تتفق مع مفردات رسالته المسرحية التي بدأت تتشكل ابتداء من هذه المسرحية.
والمعروف أن القباني كان لا يذكر أسماء الشعراء المقتبسة أشعارهم، ورغم ذلك استطعنا التحقق من ستين بيتا لشعراء كثر - في مسرحية «ناكر الجميل» - منهم على سبيل المثال وفق ترتيب الأبيات المقتبسة: أبو العتاهية، وأبو نواس، وأبو الطيب المتنبي، وعنترة بن شداد، والخليل بن أحمد الفراهيدي، وعبد الواحد المخزومي المعروف بالببغاء، وعلي السبتي، وأبو الهدى الصيادي، وابن نباتة السعدي، وأبو زبيد الطائي، وصالح بن عبد القدوس، وناصح الدين الأرجاني، ومروان بن أبي حفصة، ومالك الأزدي، والإمام الشافعي، ومحمود الوراق، وابن اللبانة الداني، وأبو الحسن التهامي، وعمر اليافي.
ومثال على ذلك، قول علي السبتي:
88
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمو
فطالما استبعد الأحرار إحسان
وكن مع الناس معوانا لذي إرب
يرجو نوالك إن الحر معوان
صفحة غير معروفة