============================================================
كقاب الجمرافه فبيسما هو كذلك يدور على حافات الجبل اذ نظر في جهة من جهاته ماء يخرج متزعجا14 غير أن بينه وبين الموضع الذي يخرج منه الماء أزيد من مائة (100) ذيراع فقال الرجل: "الله اكبر! إن هذا الماء هو الذي تزلت فيه من الدهليز . وليس لهنا الجبل مسلك ولا مخرج الا من هذا المويع . فوالله لأتحيلن عليه . إما أن أموت وإما أن أنجو! " فرجع إلى الدهليز وجمع من تلك الأشجار1 ختبا كبارا وأمبطها معه في الدهليز. ثم قطع الأثواب التي كانت عليه . وصنع منها جبالا وريط بعضها إلى بعضي : وشد بها حزمة عظيمة ، ثم دخل في الماء إلى ركبتيه. ثم قال : ما دخلت في هذا الموضع إلا بسبب هذه الأحجار. فوالله لاحملن منها: فان سلست فيها ونعمت وإن هلكت فمي ثم اخذ من ثلك الأحجار ما أمكنه وصرها مع التي كانت عنده. ثم رمى الحزمة في الماء وركب عليها فما زال الماء يحمله منزعجا يقدار يوم واحد. ثم نظر الرجل قاذا هو بضياء قد دخل عليه من أمامه. فقال : "الله أكبر! هذا ضوه الشمس!، فكلما تفرب تقوى له الضوء فلم تكن إلا ساعة، وإذا بالماء قد ساقه إلى موضع ضيق. فازدحمت به الحزمة . فسلها الماء من تحته. فذهبت وبقي وحده. فقال: "يا رياه فوالله لأتبنها فعسى الحقها.
فقدم رأسه ويديه ومبط مع الماء حتى رماه ذلك الماء في البحر ونظر إلى حزمته وهي على وجه الماء فحمل عليها فحيد الله وأثنى عليه وقالن : "عسى الله ان يخرجي من ظلمة هذا البحر كما اخرجي من ظلمات هذا الجبل!
فما ذالت الأمواج تلعب به وهو على حزمته مدة أربعة أيام، فلما كان في اليوم الخايس اخرجه الله تعالى إلى جزيرة زنجر16 من جزائر الهند ومعه الأحجار الي أخرجها والحزمة الي ركب عليها فلما رآه الناس آجتمعوا عليه وقالوا له : "ما شأنك أيها الرجل؟ . فكتم عنهم أمره وقال : أنا رجل من أهل العراق ركبت البحر مع تقر من قومي فعطبت بنا السفينة بين غمان والأيروج12 . فقيض الله تعالى لي هذه الحزمة فركبت عليها منذ أربعة أيام حتى اخرجني الله اليكم وقد ذهب جميع ما معي وما خلصت إلا بنفي . فيناوه بالسلامة وقالوا له : " إن هده الحزمة إن صدقت نكهتها في النار كما استنشقناها في غير النار فقد طلع نجمك وعلا جدك (، قال: "وما الخبر؟ - قالوا : هذه رائحة عود رطب ولكن العود الرطب أصول قطع يسغار وهذه أصول كبار ولا يعلم في بلاد الهند مثل هذا إلا ما ذكر في جبل القرود الذي لا يصعده أحدا" 16ج: زجره.
14 ل: كقثاة الرحى 15 في سائر الخطرطات ما عدا "ر" : الاحبار وهو17 د: البروج وهو أصوب. انظر رقم ا5 فيما بعد.
خطا.
صفحة ٣٥