إن مملكة لبنان الأدبية، كمملكة إنكلترة، لا تغرب الشمس عن أرضها، والفضل لكم أيها المجاهدون، وللغزاة الفاتحين وزعيمهم جبران وأركان حربه الذين شيدوا وأسسوا قبلكم فلا تنسوهم، لا نكن كأولئك الملوك الذين كان يمحو الخلف منهم اسم السلف ويكتب اسمه موضعه، فليضع كل منا مدماكا في هذا الهيكل العظيم كما يفعل القرويون حين يبنون كنيسة لتمجيد ربهم، واكتساب رضى قديسهم.
إن من يفعل هكذا فقد وفى نذره، أما من يفعل كذلك الملك فهو ديوث منافق.
كتبت إليك اليوم من مكتب عاليه، وأوراق تلاميذي أمامي تنظر إلي بألف عين، وسأكتب إليك غدا من «أبرشيتي» الصغيرة - عين كفاع - صفحة من ذكريات الماضي، وما أكثرها وما أحلاها، أما الآن فأعانقك، وأعانق كل أخ لنا بالأدب، وراء البحار في إمبراطوريتنا الواسعة.
عاليه، الجامعة الوطنية
17 / 5 / 1937
الشدياق والجاحظ والمتنبي
(1) ضريح الشدياق
يظهر هذا الكتاب ويكون قد مر على ميلاد أحمد فارس الشدياق مائة وخمسون سنة، فهل يفوز الشدياق اليوم بما لم يفز به في ذكرى مرور خمسين سنة على وفاته؟
أيكون لبنان المستقل برا بنوابغه العرب أكثر من لبنان الانتداب؟
أتقوم «جمعية أهل القلم» بهذا القسط وتحيي ذكرى أبي النهضة اللبنانية، وطليعة أدبائها؟
صفحة غير معروفة