فقالت: «إن ما يسرك يسرني، وقد كنت طول الوقت منشرحة الصدر لعلمي أن صدرك سينشرح ولا شك بتلك المناظر.»
قال: «بورك فيك يا عزيزتي، وإني لأحمد الله على أن رأيتكم جميعا في عافية. على أني كنت أود لو أن التقاليد لم تحل دون ذهابك معي فأزداد سرورا بمصاحبتك.»
قالت: «وماذا تعني بذلك؟»
قال: «أعني أن الناس لا يعلمون بما تم من أمر خطبتنا، فلو أنهم رأونا نتنزه معا لأدى ذلك إلى تقولهم علينا، مما لا أرضاه لك.»
فخجلت سلمى وأدركت أنه يشير إلى بقاء خطبتهما في طي الكتمان، ثم نظرت إليه نظرة كلها حب وحنان، وقد تضرجت وجنتاها خفرا وحياء وأطرقت ولم تتكلم.
فتبسم سليم، وقد ازداد إعجابا بجمال سلمى وكمالها، ثم وجه خطابه إلى والدتها قائلا: «أليس كذلك يا سيدتي؟»
فقالت: «إنك معدن اللطف والكمال يا ولدي، ولكن الناس أكثرهم لا يتورعون عن القال والقيل، ومن الحكمة ألا نتيح لهم الفرصة لذلك، وكل آت قريب.»
قال: «هذا هو اعتقادي أيضا، ولكنني أود أن نذهب للتنزه جميعا في مكان خارج المدينة بمعزل عن الرقباء وتكونين وحضرة العم معنا فنقضي يوما من الأيام الجميلة.»
قالت: «نحن لا نتأخر عن القيام بما فيه سرورك.»
قال: «إن سروري لا يتم إلا بسروركم جميعا.» ثم حول نظره إلى سلمى مستطلعا رأيها فقالت: «أنت تعلم ما يسرني، فاتفقوا فيما بينكم على الموعد الذي يعجبكم وأنا رهن مشيئتكم.»
صفحة غير معروفة