حادثة الخطاب
ذهب مستر أترسون بعدئذ في مساء ذلك اليوم إلى دكتور جيكل. أدخله بول وقاده عبر الفناء إلى المختبر. قال بول: «لا يشعر دكتور جيكل أنه على ما يرام اليوم. وهو يؤثر الجلوس في هدوء المختبر.»
سأل أترسون: «هل أنت متأكد من أنه على استعداد أن يلتقي زوارا؟» فنادرا ما كان جيكل يقابل أحدا في تلك الأيام، وقد اندهش المحامي من أنه سيراه وهو مريض.
أجاب بول: «لقد أخبرني دكتور جيكل أنه إذا عرجت عليه، فلا بد أن أقودك إليه في الحال، أما أي شخص آخر سواك فلا بد أن أصرفه.»
لم ينهض دكتور جيكل كي يستقبل زائره، وإنما ظل جالسا بجانب المدفأة يبدو مريضا للغاية.
قال أترسون ما إن تركهما بول: «لقد سمعت الخبر.»
ارتجف الطبيب وقال: «كان أول شيء تناهى إلى مسامعي هذا الصباح، وقد شاع في كل أنحاء لندن.» أغمض جيكل عينيه هنيهة ثم استرسل قائلا: «جاءت الشرطة هذا الصباح لتسأل ماذا أعرف عن هايد.»
قال أترسون: «أنا أسألك هذا السؤال بصفتي محاميك وصديقك. أنت لست مجنونا حتى تتستر عليه، أليس كذلك؟»
قال جيكل: «أترسون، أقسم بالله.» ثم بكى واسترسل: «أقسم بالله إنني لن أرى هايد مرة أخرى. لقد انتهى كل شيء. وحتى أكون أمينا، هو ليس في حاجة إلى مساعدتي. أنت لا تعرفه كما أعرفه أنا يا أترسون. انتبه إلى ما أقوله: لن تأتي أي أخبار منه مرة أخرى.»
قال أترسون: «تبدو واثقا للغاية. أتمنى أن تكون على صواب. من واجبي أن أنبهك أنه إذا عقدت محاكمة، فسيزج باسمك فيها.»
صفحة غير معروفة