وبدأت الممرضة الصغيرة فجأة تضحك.
وسألها ويل: ما يضحكك؟
فقالت وهي تلهث: لقد شهدت «الهرم الأكبر» بغتة مرتديا الموصلين الأبيض. وهو الرداء الذي يسميه الدكتور روبرت الكسوة الصوفية.
وقال مستر باهو: وصف بارع، بارع جدا. ومع ذلك فقد أضاف بصيغة دبلوماسية: لست أرى لماذا لا يلبس المتصوفون الكساوي البيضاء إن راق لهم ذلك.
وتنهدت الممرضة الصغيرة تنهدا عميقا، ومسحت دموع الفرح التي تقاطرت من عينيها، وشرعت تستعد لإعطاء المريض حقنته.
ووجهت خطابها إلى ويل قائلة له: أعرف تماما ما يدور في خلدك. أنت تراني أصغر من أن أتقن عملا. - أنا بالطبع أرى أنك صغيرة جدا. - أنتم تلتحقون بالجامعة في الثامنة عشرة وتمكثون بها أربع سنوات. أما نحن فنبدأ في السادسة عشرة ونواصل الدراسة حتى الرابعة والعشرين؛ ننفق نصف الوقت في الدراسة ونصفه الآخر في العمل. كنت أدرس علم الأحياء وأقوم في نفس الوقت بهذا العمل لمدة عامين؛ ولذلك فلست بتلك الغفلة التي قد تبدو لك. والواقع أنني ممرضة أتقن عملي.
وقال مستر باهو: هذا كلام أؤيده بغير تحفظ. الآنسة رادا ليست فقط ممرضة تتقن عملها، بل هي ممرضة من الطراز الأول قطعا.
غير أن ما عناه حقا - كما تيقن ويل وهو يتمعن في الملامح التي بدت على ذلك الوجه الذي يشبه وجه الراهب أمام الإغراء الشديد - هو أن الآنسة رادا كان لها خصر من الطراز الأول، وسرة من الطراز الأول، وثديان من الطراز الأول. ولكن صاحبة السرة والخصر والثديين قد استنكرت - كما بدا بوضوح - إعجاب سافونارولا، أو استنكرت على الأقل الأسلوب الذي عبر به عن إعجابه. وقد غالى السفير الذي قابلته بالصدود في أمله في رد الهجوم.
وأشعلت الممرضة المصباح الغازي لتغلي الإبرة فوق ناره. وكانت في هذا الوقت تقيس حرارة مريضها.
وقالت: 99,2.
صفحة غير معروفة